عجبا لوسائل "الإعلام" اليمنية ومن يقف وراءها من القيادات اليمنية بمختلف توجهاتها.. لقد أهانهم الحوثيون إهانة مؤلمة، أصبحوا بين ليلة وضحاها من قادة دولة بجيوشها البرية والجوية والبحرية، حاملين هيبة مايسمونها دولة، أمام شعبهم وأمام العالم، إلى أذلاء يستجدون إرشادهم لمنافذ الخروج من صنعاء لينتشروا في فنادق الدول المضيفة لاجئين، ثم يوزعون أدوار الشحاتة بينهم.. فمنهم من يتولى استنزاف دول التحالف العربي، ومنهم من يتجه لاستنزاف الدول الداعمة للحوثيين، ويكتفي الطرفان باستخدام الآلة الإعلامية كلا أمام داعميه، يصور بطولات وهمية في الحرب بالطريقة اليمنية (لامنتصر ولامهزوم) كوسيلة لاستمرار نهب أموال الداعمين..
والعجيب استمرار استنزاف دول التحالف العربي في حرب التباب التي تجري (على الطريقة اليمنية المعروفة)، وتدخل عامها الرابع والحسابة بتحسب.. لم تخجل شرعية التباب اليمنية من استمرار سخاء دول التحالف العربي عليهم دون تحقيق ولو بصيص أمل بالنصر، أو الحل السلمي المشرف لدول التحالف العربي، بل تحولوا إلى مراقبين زاجرين لما لا يعحبهم من تصرفات دول التحالف العربي (شحات وقليل حياء) مؤخرا وجهوا وسائل إعلامهم المتعددة ضد دول التحالف العربي بتهمة التآمر على شرعية التباب اليمنية التي تزبد وترعد وتتهجم بغزو عدن بسبب:
- عدم سحق المقاومة الجنوبية ومجلسها الانتقالي من قبل قوات التحالف العربي أثناء أحداث عدن الأخيرة باعتبارهم متمردين على شرعية (ضيوف الفنادق ومعارك التباب).
- اتهام دول التحالف العربي بمحاولة استبدال شراكتهم بحليف آخر (طارق عفاش) وأتباعه.. أمام هذين الحدثين ظهر لشرعية التباب دنو أجلها، فقامت الدنيا ولم تقعدها، تارة بشن حملة على المقاومة الجنوبية بالاستقواء على فساد شرعية التباب في أحداث عدن وسكوتها عن تواجد طارق عفاش وأتباعه (المكلف بقيادة جبهة جديدة ضد الحوثيين انطلاقا من اليمن الأسفل)، ودعوتهم للأخذ بدم شهداء الحراك السلمي والمقاومة الجنوبية من طارق وأتباعه (الحليف البديل لهم)، وتارة أخرى بشن هجمة على دول الحالف العربي، بالذات المملكة العربية والإمارات، على موقفهم من أحداث عدن الأخيرة في (28، 29، 30 يناير)، بعدم ضرب المقاومة الجنوبي ومجلسها الانتقالي، باعتبارهم انقلابيين على شرعية التباب اليمنية مثلهم مثل الحوثة، متناسين أن دول التحالف العربي قد حددوا الحليف الوفي من حليف الريال، وأن الاستهبال قد وصل نهايته.
بعد أن أصبحت شرعية التباب تقوم بدور إسناد للحوثة في تعزيز صمودهم في الحرب على كل المستويات، فإلى جانب تموينهم باحتياجاتهم لتعزيز صمود جبهاتهم، تقوم بمحاولات تشتيت الجبهات الضاغطة على الحوثة في الساحل الغربي والبقع وبيحان وغيرها.. هذه ليست تهم ترمى جزافا.. فكل من يرصد ما يصدر من شرعية التباب اليمنية عبر وسائل إعلامها المتعددة، وما ترصده أيضا وسائل الرصد الإقليمية والدولية لن يخرج بغير هذا.. ولاحظ ما يصدر عن إعلامهم (اصطناع انتصارات وهمية في جبهات التباب وتعز عندما كانوا يتولون أمر جبهتها، والتعتيم على الانتصارات الحقيقية على الأرض التي لا تتحقق إلا حيث ما وجدت مقاومة جنوبية صافية)..
لقد انكشف المستور يا شرعية التباب الثابتة، فأبشروا بالعد التنازلي والسقوط المريع لكم ولأهدافكم التي عملتم لها بداية من خروجكم المذل من صنعاء، وأبرزها:
- استنزاف دول التحالف العربي وإضعاف موقفها داخليا وخارجيا.
- إقناع دول التحالف العربي ودول القرار الدولي باستحالة الحسم العسكري والرضوخ للحل السياسي السلمي المذل لدول التحالف العربي، ويضمن لكم الشراكة مع الحوثيين في النظام القادم كحل سياسي لأزمة شركاء حكم صنعاء.
- الاحتفاظ بالجنوب كشرط رئيسي لشرعية دعوة التدخل العربي.. وأمام خياناتكم لدول التحالف العربي ووفاء المقاومة الوطنية الجنوبية أدركت دول التحالف العربي أهمية تلافي تحقيق أهدافكم سيئة الذكر، وبدأت تبحث عن حليف يمني آخر، ليحل شريكا للحوثة في أي حل سياسي سلمي مشرف لدول التحالف العربي، وضامن لأمنها وللأمن القومي العربي.. هذا الأمن الذي لا يهمكم أمره، لأنه يتعارض مع شعاركم (حيث ما وجد الأمن انقطع الرزق)، وقد بدأت بخطوات تجريب الحليف الجديد.. إلى جانب الوقوف الصادق مع الحليف الصادق لتحقيق تطلعات شعب الجنوب العربي في نيل سيادته وإقامة دولته المستقله عنكم وطنا وشعبا وهوية، تاركين تسمية اليمن لكم.. وما نعيق غربانكم ضد دول التحالف العربي إلا تعبيرا عن خوفكم على مصيركم المنتظر.. وهكذا تكون وقعة الشاطر الخائن مؤلمة، فلا نجاح لفتنة الصراع الجنوبي/ جنوبي، ولا أمل للاحتفاظ بالجنوب العربي، ولا شراكة في النظام اليمني القادم.