مطلبنا الاستقلال وليس تقرير المصير

هناك العديد من تجارب الاضطهاد التي تمارس ضد الناس وتدفعهم للعمل على التخلص منه، أما بالمقاومة المسلحة أو بالسلم ولكن هناك فرق كبير بين الدول التي تضم أعراق أو عقائد متعددة وبين دول وشعوب عاشت مستقلة عن بعضها ثم دخلت في وحدة  وطغى احد طرفي الوحدة على الأخر.

تختلف معالجة إزالة الاضطهاد والظلم في الحالتين، ففي الأولى يصبح (حق تقرير المصير) كمطلب تقره المواثيق الدولية هو الهدف الذي يتمسك ويسعى المضطهدون لنيله ، لكنهم قد ينالونه وقد لاينالونه والتجارب كثيرة (السودان وغيرها).

أما في الحالة الثانية فقد يأتي الحل سلما بإلغاء اتفاقية الوحدة كما حدث في وحدة مصر وسوريا، وقد يتمسك الطرف القوي بفرض الوحدة بالقوة، وفي حالة عجزه تجاه مقاومة شعب الطرف الأخر سلما أو مقاومة مسلحه يرضخ ولو مؤقتا لمنحهم الحكم الذاتي في إطار دولته كحل نهائي كما يعتقد، وهو مايقدمه اليوم نظام صنعاء(الدولة الاتحادية) كحل لقضية شعب الجنوب العربي .

 وحدة 22 مايو90 تمت بين دولتين وشعبين وأثناء الفترة الانتقالية للوحدة ظهر الخلاف بين الطرفين وانفجرت حرب 94بين جيشي الدولتين الذي لم ينصهرا في جيش واحد، وهزم الطرف الجنوبي عسكريا وأصبح  الجنوب في وضع (احتلال) والاحتلال لايزال بغير الاستقلال ..لذلك فمطلب شعبنا هو (الاستقلال) وليس (تقرير المصير) .