نعم مليشيات .. لكن التقرير الأممي بالأمس سماهم (سلطة الامر الواقع ) وهذا تحول واضح في الخطاب الاممي يستوجب التوقف عنده مليا، ولا ينبغي تجاوزه لمجرد ان هذا يخالف رغباتنا او رغبات التحالف..
نحن نتعاطى مع مسلمات (العالم الافتراضي) وهو واقع افتراضي في مجملة الا من بعض المسلمات والحقائق ولهذا عندما نريد الحديث في السياسة يفترض ان نتوقع (حلول، افكار، رؤية، قرارات) تبدو افتراضية لكنها تشبه رمي الحجر في المياة الراكدة سواء في وسائل التواصل الاجتماعي او من خلال اللقاءات العلنية فوق الطاولة او تحت الطاولة وبالتالي فان ما نقرأة او نسمعه ليس كله (وهم) بل انه يأتي في سياق تحريك المياة لمشروع حل (متوسط المدى) ولهذا يبدو حديثا خنفشاريا ويظن البعض انها مجرد تسريبات لا اساس لها لمجرد انها تبدو مستحيلة او غير واقعية في هذا الوقت ولهذا فإن مانعتقده في حال كان صحيحا اي ان الفكرة التي لدينا تناقش فكرة أخرى تبدو افتراضية وفي حال ثبوتها مستقبلا فان التعاطي معها على هذا النحو حسب اعتقادنا على اعتبار ان هذا ماسيأتي في قادم الايام كحل او مدخل للحل وعليه يفترض ان نقرأه من الآن فيما اذا اصبح ممكنا في وقته وان بدأ اليوم سخيفا او غير معقول.
بالعودة الى الفقرة أعلاة نرى ان من المهم قراءة المشهد في صنعاء باعتباره (سلطة امر واقع) وان ماذكره التقرير الأممي ليست زلة لسان او خطأ مطبعي بل تحول واضح في الخطاب الأممي وربما تحول في الموقف الاممي غدا، ولهذا كان الاستياء شديدا من التحالف لانهم يقرأونه ضمن مسلمات العالم الافتراضي في رسم السياسات المقبلة ، او بانه رمي حجر في المياة بالنظر الى معطيات المعادلة على الارض ومقتضيات الحل وفقا ورؤية اصحاب القرار !.
لهذا وغيره ارى ان لا نكتفي بالقول : ان ( حديث ) محمد عبدالسلام المسرب امس هو حديث مكذوب او من صنيع مطابخ ما ، وان كان يبدو كذلك الا ان اقترابه او تشابهه الى حد التوأمة مع ما يدور حولنا من افكار تبدو افتراضية للحل وهي من المسلمات على المدى القريب او المتوسط .
شخصيا ومثلي الكثير نتمنى الّا يكون الحل من بوابة محمد عبدالسلام وان اتى لنا بالجنوب على طبق من ذهب وليس فقط كما يسرب في هذا الفضاء الافتراضي لكنني اعود الى ربطه بتحول الخطاب الأمي في هذا السياق وهذا يعزز فرضية الحل وفقا (للامر الواقع) والامر الواقع بطبيعة الحال ليس حكرا على جماعة محمد عبدالسلام مالم نقم والتحالف بتغييره الى واقع مغاير ، وبالتالي التعامل مع مسلمات العالم الافتراضي واخذها على محمل الجد للوصول الى تحليل منطقي وان بدأ بيزنطيا للوهلة الأولى بالنظر الى حالة الرفض الجمعي لهذا الواقع او عدم تقبله من التحالف ، لكنه سيكون مقبولا فيما بعد اذا لم يتحلحل هذا الواقع سياسيا او يتغير عسكريا وفرض الحل الذي نريد كسلطة امر واقع .