هناك من يحاول الاصطياد في المياه العكرة، والإساءة للجنوب وتضحياته، والتقليل من أهمية قضيته العادلة، كل هذه الأراجيف هي أضغاث أحلام في ذهن أصحابها، ممن يمتطون قارب النجاة في اللحظات الأخيرة، متجاوزين - عن عمد - تضحيات الجنوبيين في كل جبهات المواجهة، باعتبارهم عنصراً وركنا أساسياً إلى جانب التحالف العربي، في تحقيق نجاحات كبيرة على الصعيد العسكري.
كل ذلك يقدمه أبناء الجنوب دون منّ أو وفق اشتراطات مسبقة.. وثقتهم بالانتماء للتحالف جسدتها سنوات من المواجهات والتضحيات والإقدام.. تلك العلاقة الواضحة والنقية مع التحالف لم تشبها أية شوائب تذكر، رغم محاولات البعض البائسة - منذ زمن - لخلق نوع من التشكيك بالأشقاء في التحالف، إلا أن كافة المعطيات توحي بقدر الثقة بين الجنوبيين والتحالف، وهو التنسيق الذي تحققت جراءه الكثير من النجاحات.
والثابت أن استراتيجية المعركة، التي مازالت فصولها جارية في كافة الجبهات، تستدعي من التحالف بناء علاقات جديدة مع الكثير من الأطراف، بهدف تضييق الخناق على مليشيات الحوثي، التي هي في وضعها الراهن في أسوأ حالاتها، بحكم ما طرأت من تطورات وتباينات جديدة سحبت البساط من تحت أقدام تلك المليشيات، التي تواجه عدة جبهات مشتعلة.
الحال الذي يشير إلى تداعيات عارمة في كافة الجهات، تلك التحالفات التي تفرضها الضرورة لا تأتي قطعاً على حساب الجنوب كما يروج البعض لذلك. فالتحالف دون ريب لابد أن يأخذ بكافة أسباب النصر، وهو ما يستدعي التعاطي مع كافة الأطراف التي سوف تشكل ضغطاً واضحاً على المليشيات، وهذا ما يتم العمل عليه في هذه الأثناء.
دون ريب، الجنوبيون جزء أساسي من هذه المعادلة، ورقما مهما في تحقيق الحسم النهائي.. إلا أن هناك حث من بعض الأطراف، وإن لم يكن بصورة مباشرة، يتم بطرق سياسية ماكرة، هدفها التقليل من الوزن الجنوبي ومقاومته الباسلة، بهدف خلق شرخ في جسم التحالف الراهن، وهذا لا يمكنه أن يتحقق بحكم الصحوة الجنوبية.
فنحن جزء من هذا البنيان الذي يواجه عبث تلك المليشيات منذ سنوات، ولا يمكننا أن نكون في نهاية المطاف شيئا مختلفا.. سنمضي دون شك إلى جانب قوة الأشقاء في التحالف، أو هكذا هي عزيمة أبناء شعبنا الجنوبي، الذين يخوضون غمار مواجهات شرسة في مختلف جبهات القتال، رغم أن بعض وسائل الإعلام، للأسف، تسعى بشكل واضح إلى إطفاء وهج المقاومة الجنوبية ورجالها الأشداء الذين يقدمون دماءهم الزكية، ويجودون بأرواحهم بكل إباء وشموخ..
ورغم كل ما يحدث من محاولات لإغاضة الجنوبيين إلا أننا وكعادتنا لا نلتفت للأصوات الحاقدة التي تحاول تصوير التحالفات الجديدة للتحالف في الخارطة اليمنية أنها تأتي على حساب القضية الجنوبية.
نعم، سنظل إلى جانب الأشقاء في التحالف، وسنحترم استراتيجياتهم العسكرية المتبعة، حتى تحقيق الانتصار في وأد مشاريع المليشيات المتعارضة مع جوارها الإقليمي والعربي، وسيظل الجنوب رقماً صعباً وأساسياً في المعادلات القادمة، باعتباره الصخرة التي تحطمت مشاريع الحلم الإيراني عليها.. الجنوب المقاوم لامتدادات الغزو الخارجي على مر التاريخ، فالغدر ليس من قيمنا على مر التاريخ والأزمنة.. ودماؤنا عربية أصيلة، ونحن جزء فاعل من لدن العربي.