شقلبة الاخوان الاكروباتية

2017-12-14 09:59

 

لم يتقن عفاش الدور أو ربما أن الغرور قد فعل فعلته بالرجل واستخف بالخصوم ولم يتنبه ان من حوله قد تحوثوا فعندما حاول الرجوع الى الخلف لم يجد إلا الهاوية والزوكا ..

 

كان تفسيري لمن يقول: (لماذا التحالف يدعم جبهات البلاسن ويصرف عليها الكثير بينما لا تحقق نتائج ولا تتقدم الى صنعاء ) ، هو ان بقاء البلاسن في هذا الوضع المحايد او المحيّد أيّ كان اهون بكثير على التحالف من اتفاقهم مع الحوثي ناهيك عن اتحادهما في جبهة واحدة ضد التحالف ، واذا كان الامر يتعلق بالمال ، فالسعودية طول عمرها تصرف على هذه الكائنات الطفيلية المسترزقة ولم ينقص من مالها شي .

يبدو ان استدعاء الاخوان مؤخرا ياتي في سياق تغيير ( خطة اللعب ) التي ذكرناها قبل امس وانه اي التحالف اذا ما اراد تغيير الواقع في صنعاء عليه بتغيير خطة اللعب وربما يحتاج لاعبين جدد في فترة الانتقالات الشتوية !.

 

الحاصل وربما يكون هذا تشاؤم مني ، ان استدعاء الاخوان بالامس لن يغير المعادلة كثيرا كون الحوثة يستعدون اكثر من ذي قبل ولم تعد جبهتهم مخترقة من الداخل كما كانت ، لكن ربما يعمل حالة من الضغط او الارباك في المشهد كما فعل عفاش الا انهم سيفشلون في ازاحة الحوثي تماما من صنعاء على الاقل وذلك للاسباب التالية :

 

1- ان تنظيم الاخوان في اليمن تنظيم طفيلي يعيش على تضحيات الاخرين ويجيد القفز واصطياد الفرص باقل تكاليف ويظهر في كل منعطف كالبديل المنقذ لكنه يفتقر الى حس المبادرة والمغامرة والتضحية للوصول الى غايته .

 2- الاخوان ليسوا حزبا وطنيا يؤمن باستقلال الدول وصون حدودها بل (فكرة) اممية لم يكتب لها النجاح ، ثم ان نشاطهم يخدم فكرة التنظيم الدولي لامشروع الدولة وهذا يتضح من طريقة نشاطهم السري والعلني عبر الجمعيات الخيرية ونشر الفكر القطبي بعيدا عن الاضواء وهذا يؤكد ماكان يقوله عفاش عنهم بانهم لا يجيدون الا الخطابة وادارة الاموال المشبوهة!.

3-الانجاه الى الحوار مع الحوثي باعتبارة شريك في ثورة الشباب الكرمانية وان الوقت قد حان لذلك بعد ان انتهى السبب باغتيال عفاش او كما قالت الست توكل في تغريدتها في تويتر بهذا الخصوص ، وهذا يعزز ماذكرناه في النقطة الاولى بالضرورة.

 

اعتقد ان هذا التغيير في الاداء جاء متأخرا كما تأخر عفاش وسينتهي الى ذات المآل "اي الفشل" مع الاخذ في الاعتبار ان الاخوان لديهم قدرة على التلون ومرونة عالية في تبديل المواقف وانتهازية تكفي لاطالة عمر التنظيم ودوره ككمبارس في كل منعطف عندما نحتاج فيه لمكيجاج ديمقراطي او حكومة إئتلاف او شراكة من اي نوع..

ليس هذا هو ما اردت الوصول اليه بل الى ان التحالف سيضطر الى التحاور مع الحوثة مباشرة في نهاية المطاف بعد ان يفشل الاخوان ميدانيا في التغيير وعندما لايجد حليفا مقتدرا آخر في الشمال ، وسيندهش التحالف حينها من قدرة الاخوان الاكروباتية على الشقلبة وانتظار التسوية على طاولة الحوثي