عهد صالح وما بعده

2017-12-10 08:31

 

افضى صالح الى ماقدم وحسابه كشخص حيث هو الان .. هذا صحيح .. لكن الحاله الكارثيه التي وصل اليها اليمن بسبب سياسات ثلث قرن أمضاها صالح كحاكم لليمن لن تتركها الاقلام ولن يغفلها التاريخ ومثلما سالت دماء كثيره خلال سنوات حكم صالح ستسكب احبار كثيره وتكتب صفحات وصفحات لمحاكمة مرحلة صالح أمام محكمة التاريخ .. وبعد :

 

إنتهى علي عبدالله صالح نهايه يتوقعها كل مدرك ومتيقن ومؤمن بحتمية أن النهايات تشبه البدايات وأن النتائج بمقدماتها وكان من الممكن أن تتم هذه النهايه على يد أي حليف أوخصم لافرق وفي أي وقت أو أي مرحله ذلك لان صالح صعد الى الواجهه على جثث واشلاء وشيد حكمه وسلطته على أعمدة وأساسات من المكر والخداع ليس للشعب اليمني فقط وإنما لكل حلفائه وأعدائه على السواء في جميع مراحل حكمه .. رقص على الثعابين كما قال هو .

 

علي عبدالله صالح وبمسدسه الشخصي قتل الحلم اليمني المتمثل في الشهيد ابراهيم الحمدي وسدد له طعنات بجنبيته ليتأكد أنه تم القتل ليتفرغ بعدها لقتل مشروع الدوله الوطنيه المدنيه الذي خطط وسعى له ابراهيم الحمدي ورفاقه اللذين قام بتصفيتهم صالح فيما بعد .

 

إشارة هنا فقط للتذكير بكيفية صعود علي عبدالله إلى حكم اليمن وما تلا ذلك لايقل فضاعه ومأساويه عنه حيث قام صالح بتنظيم حلقات حوله من كل عاهات التخلف وعتاولة الفساد وشذاذ الافاق تحت مسميات مختلفه وألقاب متعدده ليبادلهم ويبادلونه الحمايه من أي ردة فعل للقوى الوطنيه الصادقه ويقاسمهم ويقاسمونه مص عرق البسطاء والمنتجين من أبناء اليمن تحت بنود مختلفه ليس أولها الوظائف المتعدده ولا آخرها الهبات من ولي الأمر.

 

 علي عبداله صالح حكم اليمن بشبكات وعلاقات وتحالفات ظاهره وخفيه تحت القانون وفوق القانون في حدود المقبول وخارج حدود المعقول .. قاد البلاد الى نهايات كارثيه وفشل وطني ومآسي بتداخل القبلي والعسكري والديني والجهوي ..والان وبعد رحيله سيجد اليمنيون أمامهم مهام شاقه لتفكيك الشبكات والتداخلات ولن يكون من السهل تربيع الدوائر أو تدوير المربعات .

 

 صحيح أن الكثير من الوجوه ستغادر المشهد أو قد غادرت بالفعل وان تحالفات ستختفي وأخرى ستظهر لكن ثقافة المكر والخداع والفساد التي نشرها وأصلها علي عبدالله صالح ستسعف الكثيرين للعمل بها للخروج من المأزق وبموجبها سيغير الكثيرين ألوانهم وشعاراتهم وقد يبدلون ملابسهم وعمائهم لكنهم لن يبدلوأ منهج فسادهم وأنانيتهم .

 

*- بقلم : علوي شملان