#المجلس_الانتقالي_الجنوبي كان بمثابة حلمٌ جنوبي انتظرناه طويلاً، فأصبح اليوم حقيقة وواقعاً للعيان، فمن يا ترى المستفيد من تدميره، أليس أعداء شعب الجنوب وقضيته هم أكثر المستفيدين من ذلك؟
إن ما يقوم به المجلس من عملٍ هو جهدٌ بشري فيه ماهو صائب، وفيه ما قد يعده البعض من الأخطاء، كما إن أعضاءه بشرٌ يخطئون ويصيبون، ومن يعمل فلابد من أن يصاحب عمله الأخطاء خصوصاً في مراحل البناء والتكوين، أما من لا يعمل فلن يخطئ، وانك إن تعمل وتخطئ خير من أن تنتقد من يعمل وأنت نائماً.
بالرغم من حداثة تجربة العمل السياسي لدى أغلب منتسبي المجلس، إلا أنهم وبحمد الله وتوفيقه تمكنوا من انجاز خطوات ليست بالهينة، سواءً من حيث إعداد وثائق وادبيات المجلس، أو على مستوى البناء التنظيمي والهيكلي لدوائر المجلس وفروعه، والتي من المتوقع أن يعلن عن ذلك بعد أيام قلائل ضمن احتفالات الذكرى الرابعة والخمسون لعيد الرابع عشر من أكتوبر.
هذا بالإضافة إلى الدور الذي يلعبه المجلس على مستوى السياسة الخارجية، حيث تمكن من تحريك المياه الراكدة، وفتح نافذة من الأمل يطل من خلالها أبناء الجنوب على العالم الخارجي، لإيصال صوت الشعب الجنوبي وتمثيل قضيته العادلة في كافة المحافل الدولية، بعد أن عانت الكثير من التهميش والخذلان، حيث كان نظام صنعاء يختار ممثلي الجنوب من أتباعه الذين يضمن ولائهم له وتأييدهم لمشروع صنعاء، أما اليوم فلا يمثل الجنوب إلا من ارتضاهم الشعب الجنوبي وفوضتهم الجماهير في مليونيتي 4 و21 مايو المنصرم.
لقد جاء المجلس كنتاج لجهد جمعي تراكمي بُذل خلال العشر سنوات الماضية، أفبعد كل هذا الجهد والآمال والتطلعات حتى وصلنا، أنهدم ما بُني بعد أن نذرنا في سبيله الكثير من الدماء؟
أم نعمل على أسناده ومتابعته ومناصحة القائمين عليه لإصلاح الأخطاء وتداركها أولاً بأول حتى يستقيم العمل ويقوم الاعوجاج إن وجد؟
قد يقول قائل لقد نصحنا الكثير والكثير فلم نجد آذاناً صاغية، أقول لهؤلاء من يعمل على الواقع سيواجه الكثير المصاعب والارهاصات التي لا يتوقعها المنظرون أو المشاهدون من خلف الشاشات، ثم فليعلم الجميع بأن اقترابك من أخيك يجعله أكثر تقبلاً لنصيحتك، ويجعل صوتك أكثر سماعاً وطرباً في أذنه، فوجودك بجانبه يجعله أكثر اندفاعاً للبذل والعطاء، فيما أن معاداتك له ووقوفك في صف عدوه يجعله أكثر امتناعاً عن الأخذ برأيك، كما أن بعدك عن أخيك يسهم في تشتيت الجهود ونشوء نزاع داخلي يُشغلكما عن مواجهة العدو الحقيقي، وعن السعي لتحقيق الغاية الوطنية المنشودة.
لنتكامل فلا نجاة لنا إلا بتعاوننا، والمجلس الانتقالي هو طوق نجاتنا وهو أداة التكامل والتعاون نحو توحيد جهود استكمال التحرير والبناء، فلا تفلتوا طوق النجاة من أيديكم فتغرقون جميعاً...