رغم التضليل فنور الفجر سيبدد ظلام الليل.

2017-08-20 08:13

 

طالعتنا عددٌ من وسائل الإعلام بزيف أخبارها وسوء أفعالها وأحقاد أربابها، المتنكرين لجمائل من أتاهم مناصراً وأراضيهم محتلة تسيطر عليها ميليشيات طائفية سلالية تنتهك سيادتهم وتقتلهم دون أن تفرق بين من يحمل السلاح بوجههم ممن لا يحمله، فسقط ضحية عدوانهم الآلاف بين قتيل وجريح وأسير، ميليشيات لا تحترم أحداً ولا تحفظ لهم عهداً ولا ذمة.

 

وعلى إثر ذلك جاء الأشقاء مناصرين يبذلون أموالهم لنصرتنا ويقدمون فلذات أكبادهم لتحرير أرضنا،فوفروا مقاتليهم  يقاتلون هم والمقاومة جنباً إلى جنب، فكانوا خير حليف، حتى أنهم كما يروي لنا بعض رجال المقاومة الجنوبية كانوا يتسابقون هم وأبناء الجنوب كلٌ منهم يريد أن يفتدي الآخر بنفسه.

ليس هذا فحسب بل مدوا المقاومة بالسلاح والآليات والغذاء، ووفروا الإسناد الجوي في السماء على مدار الساعة لحماية المدنيين واسناد المقاتلين في الجبهات وتمشيط مسرح المعركة أمامهم، فقدموا أرواح شهداءهم الزكية نصرة للدين وللعروبة وللأخوة ملبين لنداء لا تحركهم مطامع ولا رغبات ذاتية بل يقدمون الغالي والنفيس نصرة لأخوانهم، ومن يطمع في دولة دمرتها الحروب وتمزق نسيجها الاجتماعي بفعل أطماع الأشخاص أرباب السلطة والنفوذ والمصالح الذاتية الذين لا هم لهم سوى تحقيق رغباتهم الذاتية غير عابئين بموت الشعب أو حياته، وبعون الله ثم بتضافر الجهود وبذل التضحيات الجسام التي قدمها رجال المقاومة وجنود التحالف العربي تحقق النصر جنوباً وخرجت ميليشيات مهزومة ذليلة صاغرة تجر أذيال الخيبة والهزيمة.

 

لم يقف دورهم عند تحرير عدن والمناطق المجاورة لها، بل امتد للإسهام في عملية التنمية والبناء، وتطهير الجنوب من عناصر الإرهاب وخلايا الإحتلال على طريق ترسيخ دعائم الأمن والاستقرار متحملون ما يصلهم من الأذى، ومتجاوزين عما ينالهم ممن بذلوا التضحيات لنصرته، ويفترض به أن يكون أكثر عرفاناً لهم، والذي لو لم ينصرونه لمكث في كنف الاحتلال وسيطرة ميليشياته إلى ما شاء الله.

 

ولعل ما يثير السخرية ويدفعنا للاشمئزاز هو ذلك التناقض الغريب الذي نجده لدى بعض أبناء الجنوب الذين انطلت عليهم خزعبلات واشاعات الآلة الإعلامية التابعة لأحزاب العهر السياسي التي لا تحترم الساعية لإبعاد الإمارات عن الواجهة كونها تمثل حجر عثرة في طريق استمرار هيمنة المركز المقدس للزيدية في صنعاء، فآثروا التمترس في صف قاتلهم وعدوهم التاريخي، ضد حليفهم الذي لم يجدوا منه سوى العون والإسناد والمدد.

 

والأكثر غرابة أن تلك الآلة الإعلامية الحزبية الناكرة للجميل والمليئة بالحقد والعداء تجاه الجنوب وشعبه والمعادية لكل من ناصره أو أعانه على استرداد حقه ونيل استقلاله، تمارس وبأسلوب مفضوح حملة حاقدة ضد تواجد قوات الامارات في الجنوب، فيما ترحب بتواجد القوات ذاتها في المناطق  الشمالية وتشكر جهودها ودعمها الذي تقدمه للشمال، مما يدل على أن تلك الأحزاب لا تزال تتعامل مع الجنوب كفرع، وترى أبناء الجنوب مجرد أتباع مسيرون يملى عليهم لا شركاء في السلطة والقرار، بل إنها لا ترى في الجنوب غير الأرض والثروة أما الإنسان فلا مكان له في قاموسهم.

 

فليعلم عتاولة صنعاء وأتباعهم بأن الشعب الجنوبي مستعد لتقديم التضحيات تلو التضحيات، حتى تتحقق تطلعاته ويستعيد أرضه، ولن تثنيه عن ذلك أي قوة على وجه الأرض، دون سيادته وبناء دولته على كامل ترابها الوطني وفق حدود 21 مايو 1990م.

 

ستبقى الإمارات حليفاً ونصيراً للشعب الجنوبي ومقاومته الباسلة، وسوطاً مسلطاً على رقاب دعاة الإرهاب والتطرف في حزب الأشرار وأنصاره، ولن يستطيع بغاة الشر وجنود غزوات التباب إخراج الإمارات ولا إذلال رجال المقاومة الجنوبية الذين انتصروا لهم.

 

ختاماً، نؤكد بأن العبرة هي لمن يضحك في نهاية المطاف، فعلى الباغي تدور الدوائر.

*- أنيس الشرفي