سوف يسجل التاريخ ..
اذا كان المئات من أبناء عدن استشهدوا من مرض حمى الضنك الذي فتك بهم أبان الغزو الحوثوعفاشي لعدن، فأن المئات أيضاً أودى بحياتهم وباء الكوليرا والحر القاتل بسبب تقاعس وتجاهل حكومة الشرعية القاتلة الذين لا يقلون في اجرامهم عن عصابات الحوثي وصالح ويتحملون ذنبهم عليهم من الله ما يستحقون.
لأننا منذ بداية رمضان وحتى هذا اليوم في صلاة الظهر أشاهد الموتى واحد تلو الآخر وهم يساقون إلى مغسلة الرحاب الواقعة في شارعنا والصلاة عليهم في المسجد المجاور حتى أنني سهوت في عدهم من كثر ما يؤتى بهم لاحول ولا قوة الا بالله، وهناك العديد الذين فتكت بهم الأمراض ويصلى عليهم في مساجد أخرى في ربوع عدن الحبيبة.
بالإضافة إلى ما نراه من مجانز تحت البيوت في حوارينا منتظرة الموتى وهم يغسلون في بيوتهم ويفارقون أحبتهم، ولا ندري متى سيأتي الدور علينا ونلحق بهم إلى مقبرة العيدروس أم القطيع..؟!!
الوضع خطير جداً وسيئ للغاية، وكل يوم نسمع نواح أهالينا على أحبتهم ولا أحد من سفلة الدولة أو المجتمع الدولي يحرك ساكناً والكل مشغول بالسياسة والمدياسة وتصاوير السيلفي مع فلان وعلان وزعطان وعلى موائد البذخ في دول الغرب والعرب ويستعبطون بمشاعر الناس التي لا تعلم بأن ما يقومون به ساستهم هو القوادة عينها لعنة الله عليهم وعلى من نصبهم ولاة لأمرنا.
نعم ستستمر مغاسل الموتى في عملها ليل نهار، وسيقوم المغسل علي عمر المنهك من كثر الجثث بواجبه بتغسيل موتانا وتكفينهم وستبقى أكتافنا جاهزة يومياً لحمل المجانز إلى مثواها الأخير وسنظل نترحم ونعزي على كل واحد منهم ...
عظم الله أجركم، ولعنة الله على كل من تسبب في هذا البلاء في هذا الشهر الكريم الذي يسعد فيه الناس جمعاء وكان سبباً في أحزانهم بأعز الناس على قلوبهم وأقول لهم "ولاتحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون وإنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار."
بلال غلام حسين
5 يونيو 2017م