بريطانيا والإرهاب. .ومنابر الكراهية

2017-06-05 13:55

 

خلال ثلاثة اشهر اصاب بريطانيا من الجراح والعذابات ما لم يصبها ومنذ الحرب العالمية الثانية ،  فقد طالتها يد الإرهاب  فوقعت حادثة الجسر يوم أمس السبت تاريخ 3 يونيو 2017م  ووقعت قبل ذلك بايام حادثة مانشستر المروعة والحادثة الاولى وقعت على جسر - ويستمنستر-كل هذا وبريطانيا تعد نفسها لانتخابات برلمانية حاسمة.  

وعن بريطانيا  المنكوبة اليوم ، فهذه الجزيرة الجميلة التي كانت  تمتد مستعمراتها لتشمل نصف الكرة الارضية، وسميت - الإمبراطوية التي لا تغرب عنها الشمس-  ، فأن  هذه الجزيرة اثرت العالم بديمقراطيتها و بوعيها ولغتها وتجارتها وإختراعاتها بل وإنسانيتها.

 

بريطانيا  تمثلت الأمم ونهجت نهجها الإنساني سواء في تعاملاتها مع المستعمرات او مع الجاليات التي على ارضها  من  مهاجرين او لاجئين ، بل ان بريطانيا رسخت وصدرت  القوانيين الإنسانية والعدالة  المترعة بكل صدقها ونبلها وحكمتها .

 

وعن مسلمي بريطانيا الذين تشملهم رعايتها وحنوها ، فهم يناهزون الان 2 مليون وسبعمائة ألف نسمة  يجدون  كل الرعاية والتعاطف واسباب الرخاء  بل والتدليل ، ويتركز معظم المسلمين في مدينة - لندن- حيث يصل عددهم الى مليون مسلم، ولقد حققوا المسلمون نجاحات في التعايش والثقة  منما شجع الناخب-  اللندني-  الى ترشيحه لشاب مسلم  ليفوز الشاب المسلم - صادق خان- ويرتقي إلى منصب عمدة - لندن-  في مدينة مسيحية  وعاصمة بريطانيا العظمى وبمدينة بعدد سكان  مسيحيين  يزيد عن 7 مليون  نسمة.

 

زرت بريطانيا وتنقلت من- لندن- إلى- برمنجهام - وشفيلد-   وزرت متاحفها  وادهشني عناية الدولة الفائقة بالمخطوطات الإسلامية ووجود متخصصين  لصيانة هذه النفائس والمخطوطات من التلف، وعرضها لكل باحث من كل بقاع الارض ، ولولا  ان هذه النفائس محفوظة لدى المتحف البريطاني لكانت قد أندثرت او نالتها يد العبث والطيش .

 

 تعرفت  في بريطانيا على الجاليات العربية ومنها الجالية اليمنية والجاليات المسلمة والهندية والجاميكية ،ودهشت بما تقدمه الدولة  لهذه الجاليات من دعم سخي، بما فيها تعليم الاطفال لغتهم الام،  ودينهم وكذلك ترميم مساجدهم ودور عبادتهم بل وبيوتهم مع التمتع بتعليم مجاني  هو الارقى عالميا ، وبضمان صحي يصل حد التدليل .

 

لكن لم يشفع لبريطانيا كل هذا السخاء والكرم والرعاية،  فهناك من يرتقي المنابر في مساجد بريطانيا،  فلا يُسمع السامعين الا احاديث الكراهات والتحاقدات والشحن. فكان الحصاد المر، وفي البدء كانت الكلمة.

 

 أين يكمن الخلل ؟ هناك من الخبراء من تحدث ان الطيبة والقوانين المرنة  في بريطانيا،  تسببت في كل هذه الويلات ، كما وللاسف فهناك من وجه اصابع اللوم مباشرة  الى منابر المساجد في بريطانيا و التي لقنت هولاء الشباب التطرف وثقافة الكراهية حيث تبين  ان الكثير من الإرهابيين من مواليد بريطانيا  بل وبعضهم  من الجيل الثالث الذين ترعرعوا في تلك الارض  ودرسوا في كلياتها وجامعاتها.

 

هناك ايضا من يوجه اصابع الإتهام الى كل من- تركيا - وقطر - وايران-  في انهم يساهمون في أحتضان هذه المجموعات المتطرفة، وهناك من قال ان عهد  الرئيس الأمريكي السابق - أوباما - كان العهد الذي تموضع فيه الإرهابيون في كل من - العراق- وسوريا و- تركيا - ثم أنتشروا في كل بقاع الارض يقتلون ويروعون وينتحرون وينحرون .

*- كاتب وأديب – برانتفورد كندا