هادي الذي أعرفه
في 20 فبراير 2013 أتصل بي الرئيس هادي في منتصف الليل ليسأل لماذا علقت مشاركتي في اللجنة الفنية للحوار التي كنت عضوا فيها بعد عودتي من لندن للمشاركة في حوار أضع فيه قضيتي وبوضوح ، رديت سيدي الرئيس لا يمكن أن يكون الرئيس جنوبي والممارسات في عدن تتم وكأننا نعيش في عهد سلفك المخلوع صالح ، وإن الاجواء المتوترة بين الحراك والإصلاح قد تؤدي إلى ما لا يحمد عقباه .. وقلت هل يعقل أن يتم اقتحام بيوت قادة الحراك مثل قاسم عسكر ونجله وبن شعيب والزج بهم في السجون فقط لأن لهم موقف آخر من فعالية ينظمها محافظ عدن وحيد رشيد بمناسبة مرور عام على تنصيبك رئيسا.. قال اذهب غدا الخميس الى عدن وستسمع من المحافظ أنهم كانوا يخططون لكفاح مسلح.. يقصد قاسم عسكر وبن شعيب .. صباح الخميس وصلت عدن وكان الجو كئيبا ومشحونا ..
اتصلت بوحيد رشيد ولا يرد فذهبت إلى فندق ميركيور ونزلت فيه .. قبل المغرب كنت اسمع صوت رصاص ومعدلات تهز خورمكسر.. حدثت المجزرة وسقط أول ضحايا بايادي الأمن المركزي ليلبسوا القتل بأول رئيس جنوبي ..
منتصف الليل وصل هادي الى عدن والتقيته ظهرا انا ومحمد علي أحمد .. قلت للرئيس لقد حدث ما كنت خائفا منه .. كان غاضب.. فقلت له الآن عليك إقالة وحيد رشيد وعبدالحافظ السقاف الآن وعلى وجه السرعة .. طلب تأجيل ذلك حتى انطلاقة الحوار .. فطلبت ان يفرج عن المعتقلين عسكر ونجله وبن شعيب ، فوافق بسرعة وذهبت شخصيا للإفراج عنهما .. تم طلبت ان يعوض أسر الشهداء ويتحمل علاج الجرحى سواء بالداخل او الخارج، وفعل ذلك .
لماذا أذكر هذا الآن لأن هادي لا يقوى على مواجهة قوى الشمال المتغطرسة السقاف مثلا ، او الإصلاح الذي سلمه كل شيء في رفضه إقالة رشيد .. هادي للأسف محاصر وخاضع لقوى الشمال .. كنت وبحب أريد أن يكون هادي غير صالح ، ولكن للأسف وصل إلى مرحلة لا يستطيع الفكاك من الإصلاح او مجرمي الشمال كعلي محسن.
على الجنوبيين ان يصطفوا اليوم خلف إعلان عدن التاريخي 4 مايو .. فهو الخلاص لنا جميعا كجنوبيين..