الوحدة .. انطلقت من عدن وستذفن فيها

2017-04-13 13:00

 

مقال كتبته في نهاية الأسبوع الأول من شهر أبريل عام 2015 ومازلت بقناعتي هذه .. حتى لا ننسى وحتى لا نتنازل عن حقنا في إستعادة جنوبنا مهما ألتفوا بأقاليمهم.

 

أقل حل سياسي قد يقبل به الجنوبيين بعد هذه الحرب الحاقدة هو تقرير مصيرهم وبإشراف دولي .. أحد الإخوة في الشمال قال لي إن حديثكم عن الانفصال يفقدكم تعاطف أبناء الشمال وقواه السياسية .. فأجبت ما هو التعاطف الذي قدمه أخوتنا في الشمال وقواه السياسية في  هذه الحرب وشعب الجنوب من أقصاه إلى أقصاه يقاتل عن أرضه وعرضه لوحده ؟ .. لم يجب لأن نخب الشمال هي من خذلت الجنوب منذ 94 وحتى اليوم .. خذلونا في الحوار وخذلونا في الحرب .. فأين الوحدة إذن ؟ .. أين اللحمة الشعبية ؟ .. أين علمائهم ، شبابهم ، أين مثقفيهم .. صمتوا ومدافع ودبابات صالح والحوثي تدك الجنوب وتطرق أبواب عدن قبل أن يحرقوها ويقتلوا أطفالها وشبابها ورجالها ونسائها .. عن أي وحدة يتحدثون وأعلامييهم يزورون الحقائق في القنوات والصحف وبلا أستحياء لصالح المعتدي .. عن أي وحدة يأملون وهم يرون جثث شبابنا ونسائنا واطفالنا تتطاير قذائف شركاء الجريمة صالح والحوثي وهم صامتين وكأنها نعاج تذبح في الجنوب لا شعب يدعون بأننا جزء منهم .. عن أي وحدة وهم يشاهدون رؤوس أطفالنا تتطاير في مدينة السلام عدن من قناصيهم الذين وبكل حقد مارسوا هذه الجريمة ضد شعب أعزل دون أن تتحرك ضمائرهم أو تهتز جفونهم .. إذا كانت الوحدة مقدسة فإني كافر بها بعد كل ممارسات الإذلال والقهر منذ حرب احتلال الجنوب 94 وحتى مجازر الحوثي وصالح وصمت النخب الشمالية شريكة أيضا في هذا الفعل .. لم نسمع حتى من منظماتهم الحقوقية اية إدانة لهذه الأعمال البربرية على الجنوب .

نقول للجميع دون استثناء بمن فيهم دول التحالف لعاصفة الحزم أن الجنوبيين قد استفتوا على استعادة دولتهم بالدماء التي سألت في كل جزء من الجنوب في هذه الحرب الظالمة ، كما سالت منذ 94 وحتى بدء العاصفة دماء خيرة رجالنا وشبابنا على يد من اعتقدنا انهم أخوة لنا في هرم سلطة الشمال والكل كان يتفرج .. ذبحونا ودمروا جنوبنا بأسم القاعدة والإلحاد باسم الدين والتكفير باسم الانفصال والحفاظ على الوحدة ، حولوا الجنوب إلى معسكرات للموت وعدن فخخوها بالأسلحة في مباني ومحلات عامة .. آية عقول شيطانية هذه وأي حقد دفين هذا ولماذا ؟  .. جرائمهم لا تعد ولا تحصى على الجنوب والجنوبيين دون أن نتحدث عن جرائمهم في نهب الثروة والأراضي ومؤسسات ومصانع دولة الجنوب السابقة .. أنهم عبثوا وطغوا وبغوا واجرموا بحق الشعب في الجنوب حتى وصل بهم الحقد المشترك الحوثي وصالح بإحراق مدن الجنوب وتحديدا عدن ، والنخب وقواهم السياسية بالصمت .

نقول لكل واهم بالوحدة بأنها انطلقت في عدن في 1990 وستذفن في عدن أيضا هذا العام 2015 

وبيننا الأيام .

والله المستعان

 

*- لطفي جعفر شطارة – سياسي واعلامي جنوبي