ستبقى أوضاع عدن والجنوب هكذا حتى يأتي الاستحقاق السياسي عقب الحرب التي نتمنى ان تنتهي قريبا .. لان هناك صراع خفي بين مشروعين .. مشروع الشرعية الأقاليم واطالة البقاء في السلطة واستمرار لقاء النافذين .. ومشروع الجنوبيين في إستعادة دولتهم حتى ولو عبر مرحلة انتقالية..
ما يجري في عدن تحديدا من إخفاقات وتعطيل التغيير والخدمات في المدينة ، يكشف هذا الصراع وتجلياته وبوضوح .. لهذا لا تريد السلطة من الجنوبيين تجاوز شرعيتها ، ولا يريد الجنوبيين من الشرعية تجيير مشاركتهم معها في بعض المناصب لصالح مشروع الاقلمة وبقائها في السلطة .. لهذا نسمع صراخ يومي موجه ضد قيادة محافظة عدن وتحميلها كل إخفاقات الشرعية وحكومتها.. الشرعية وضعت نفسها في ورطة في الجنوب ..
عندما عينت قيادات جنوبية قوية أكتشفت لاحقا أنهم مع جنوبية الرئيس ولكنهم ضد المشروع السياسي الذي يريد فرضه بالاقاليم.
نحن في كل محافظات الجنوب ندفع ثمن هذا الصراع وعلينا تحمله ، لأن القبول بمشروع التقسيم والأقاليم ، يعني بقاء الجنوب في الوحدة ودفن قضيته لإرضاء قوى النفوذ في الشمال ولاستمرار بقاء الشرعية والإصلاح في السلطة.
لم يعد الأمر تكتيكا من الشرعية في ابتلاع قضية الجنوب والتحكم والسيطرة على مستقبل قراره ، بل سياسة ممنهجة تجلت في عرقلة الخدمات وخلق حالة تدمر ونقمة شعبية ضد قيادات السلطات المحلية في المناطق المحررة بما فيها حضرموت التي تسعى لتجاوز صلاحيات محافظها ، ولافشالها بتعمد وحرق رصيدها في الشارع واقناعه انه لا بديل عن الأقاليم لأن الجنوبيين فشلوا في إدارة محافظاتهم فكيف ببلادهم.
الثمن الذي دفعه ويدفعه أبناء الجنوب لا يجب المساس به ، وهادي سيظل جنوبيا انفصاليا في نظرهم وأن أشعل كل أصابعه لإرضاء النافذين في الشمال.