عامان من فرضة الى تبة !

2017-03-26 08:49

 

انقضى عامان منذ انطلاق "عاصفة الحزم" في 26 مارس/آذار 2015 بقيادة المملكة العربية السعودية لاستعادة الشرعية اليمنية  وتخليص اليمن من المليشيات الحوثية المدعومة من ايران , وحماية الحدود السعودية وجيرانها من مشروع التمدد الايراني الصفوي .. عامان لم ينجل غبار المعركة عن شي واضح , سوى ماحققته القوات الجنوبية الموالية للحكومة الشرعية والمقاومة الجنوبية المدعومة من التحالف من مكاسب عسكرية كبيرة , تمكنت فيها من الانتصار وتحرير اغلب المناطق الجنوبية ..

 

عامان والقوات الشمالية والمقاومة الشعبية الموالية للشرعية لاتزال بعيدة عن تحقيق اي نصر في المناطق الشمالية , حيث لازالت سلطة الانقلاب تُحكم سيطرتها على العاصمة صنعاء التي تمثل رمزية مهمة وورقة تفاوضية أهم , ولازالت الصواريخ البالستية والمطورة حوثيا تدك البلدات السعودية الواقعة حدود المملكة , ولازالت صرواح ونهم وحجه وتعز والحديدة تحت سيطرة المتمردين , على الرغم من كل الدعم العسكري والمالي واللوجستي والغطاء الجوي من التحالف الذي تقوده السعودية .

 

ويمكن القول بقراءة نتائج الصراع اليمني وخارطة المعارك والمواجهات العسكرية  منذ بدء العاصفة , إن التجلي الواضح يحسب للجنوبيين ووقوفهم الصادق والصلب مع التحالف العربي في خندق الوفاء للعروبة ، وكبحهم لجماح الغزو الحوثوعفاشي البربري ، وتحقيق ماعجزت عن تحقيقه حتى الان القوات العسكرية الشمالية ، والتي يتضح جليا من سير المعارك انها لاتريد الانتصار في المعركة , بل تريد من عاصفة الحزم ان تكون حصان طروادة لإعادة انتاجها سلطويا وسياسيا وابقاء الجنوب تحت هيمنة الوحدة المغدور بها ..

 

عامان مضيا بكل ما فيهما من انتصارات وانكسارات، وما زال أبطال الجنوب في جبهات القتال خارج حدود الجنوب يقدمون التضحيات ويسطرون أروع البطولات لتحقيق الاهداف المرجوة لعاصفة الحزم . ومن هذا المنطلق اتمنى ان يدرك قادة التحالف وخاصة السعودية والامارات المخططات الجهنمية للوبي الشمالي ، وان الجنوبيين الذين تمكنوا من قطع يد ايران في الجنوب وفي باب المندب الممر الاستراتيجي الهام بفضل تضحياتهم وشراكتهم الصادقة مع التحالف , ان مكافأة النصر صارت بؤسا فاق حده ووصل الى الحلقوم بسبب سوء الاحوال وتردي الاوضاع الخدمية والامنية ، وهم بقدر مايكنوه من تقدير لملك الحزم سلمان وللمملكة والامارات قيادة وحكومة وشعبا , ولجهودهم ومواقفهم وادوارهم التي ستظل محفورة في ذاكرة الأجيال .. فإنه يحدوهم الأمل الى حل مشكلة ارتباطهم باليمن بشكل جذري , والبحث عن حلول لاتقوم على مراضاة اطراف الصراع اليمني وتقسيم الكعكة كما جرى في المبادرة الخليجية .. بل حلول تقوم على مبدأ العدل والانصاف ,  واعتبار حل القضية الجنوبية على النحو الذي يرتضيه الجنوبيون المدخل الاساس لتحقيق والامن والاستقرار في اليمن خاصة والمنطقة عامة ..

 

#shefaa_alnaser