المملكة العربية السعودية والصين:

2017-03-17 07:57

 

أتابع بكل إهتمام وحرص زيارات الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله  ، والتي شملت كل من الأرخبيل الأندنوسي وماليزيا وسنغفورة وإمارة بروني ثم منها كانت زيارته المهمة الى اليابان، واليوم لا زالت زيارته إلى الصين تتصدر نشرات الاخبار العالمية.

 

وتعني الصين الكثير للمملكة العربية السعودية، بل انها تعني للعرب الكثير، فعلاقاتنا التجارية مع الصين تمتد لاكثر من 5 الف سنة ، ولا زالت آثار طرق الحرير تشهد بذلك. والصين إستطاعت ان تهزم فقرها وحصاراتها وعدوات البعض لها بحكم السياسية والأيدرلوجية  واليوم وبسبب سياسة الانفتاح الجريئة التي أنتهجها قبل ثلاثين وبكل جرأة  - السياسي الفذ  -هيساو بنج -  فقد حققت الصين الملاحم الإقتصادية الغير مسبوقة في تاريخ البشرية.

 

تجول في اي مكتبة ، فعن الصين تتكدس الكتب التي تتحدث عن المعجزة الصينية ، وتتحدث عن حياتها واسباب نهوضها وعن طبيعة شعبها بل وكيفية المتاجرة مع الصين  بل وأهمية تعلم لغاتها .

 

 والصين اليوم اصبحت ثاني أقوى إقتصاد في العالم. وهي الدولة التي تغيرت بشكل كبير، وغيرت حياة 500 مليون مواطن صيني ، حررتهم من ربقة الجهل والفقر خلال 30 سنة ، فصارت الصين الوطن الذي يتباهى بالكثير من المنجزات  والنمو المستدام والمتعاظم .

 

الصين اليوم هي محط أنظار العالم. ولسوف تحقق بعد 20سنة السبق، وتصبح  الدولة الاكثر ثراءً  في العالم وتتفوق بذلك على أمريكا واليابان ، فالصين تحقق نمواً إقتصاديا غير مسبوق وصل في بعض السنوات الى 13% وهذا رقم يصعب على اي أمة تحقيقه مهما بلغت من ثراء ومن مثابرة وهمم .

 

تستطيع المملكة عبر شراكات تجارية مع الصين  ان تستغل الخامات الزاخرة التي تزخر بها ارض المملكة فالصين سوق الخامات الواسع  . من خام الحديد الى الالمنيوم والنحاس والذهب والفضة  بل ولدى المملكة كنوز هائلة من النفط والغاز التي لم تستكشف بعد، وهناك وفي أراضي المملكة مخزونات  هائل من الفحم الحجري. وعن الفحم الحجري فقد رصدت الصين 16 مليار دولار للبحث العلمي بغية تحويل-الفحم الحجري  الى طاقة نظيفة.

 

وعن المملكة العربية السعودية فقد تنبهت اليوم الى اقامة الشراكات الأقتصادية مع الصين . والصين من اغنى دول العالم قاطبة فهي تستطيع دون اي تردد ان تشتري شركات كبرى بحجم شركة - شل-  للبترول او شركة تصنيع سيارات مثل- فولفو-  السويدية والتي يقال انها صارت اليوم ملك الصين .وسيكون لهذه الشراكات مردودا إقتصاديا هائلا .

هناك فرص للمملكة في توسيع صادرتها وتجارتها البينية مع الصين . وهي سوق واسعة متعاظمة بعملة مستقرة وبنظام سياسي راسخ البناء لا تهزه الاعاصير السياسية اوالتوترات .

 

تستطيع الصين ان تبنى مدن صناعية وسياحية  خلال عشرة اشهر وان تبني فندق-صامد للزلازل-  من 30 دور خلا شهر واحد ! مع تسليم المفتاح . أن الصين اليوم تتعملق وتلامس صواريخها الفضائية القمر وقريبا المريخ. وهي التي تشكل السوق العظيمة لتسويق البتروكيماويات التي على المملكة ان تركز عليها، فبيع البترول لحرقة في جوف السيارات والمصانع  اصبح ترفاً وإستنزافاً لثروة يجب تحويلها من لقيم  الى مادة كيماوية باثمان مضاعفة دون خشية الاغراق السلعي . على ان السيارة التقليدية التي تعمل بلقيم النفط سوف تصبح من الماضي خلال اقل من عشرين سنة.

كل طرق النجاح اليوم تمر عبر الصين.

 

*- أديب وكاتب سياسي – برانتفورد كندا