ذات يوم كانت الحياة ساكنة وكانت الناس مستكينة ومستسلمة لقدرها المحتوم رافعة شعارها المعهود( من أخذ أبونا فهو عمنا ) وظلت الأمور على ذات المنوال تتسيده تلك الثقافة كأمر واقع لامحالة منه .
حين هبت رياح التغيير من كل حدب وصوب وسقطت تابوهات عتيدة تحاط بسياج الرهبة والخوف بدأت الشعوب تنزع من جسدها ثياب الرهبة من الحاكم وتجاهر علنا بنقده بل تجاوزته الى رفضه بالمطلق وهنا تغيرت معها الثقافة السائدة الخانعة الى ثقافة التغيير الرافضة بجرأة ماهو سائد وبائد وتكون جيل جديد يرسم معالم مستقبله بنفسه رافضا لكل ماهو واقع وما ورثه .
هنا نرى أن المفاهيم قد تغيرت وتغير معها المزاج الشعبي وفق تغير اللحظة الراسمة لأفق جديد يقوده الشباب نحو رسم معالم مستقبلهم بأيديهم وهو مدعاة لتأمل مايجري هنا من تغير يجري مفاهيميا في حضرموت وعودة التفكير في التغيير الداخلي بما ينسجم مع هويتها التي أعادتها الى واجهة الأولويات وفق جدول الإستحقاقات القادمة بما يزيح عنها تراكمات السنين العجاف التي مرت بها في حقب تاريخها المعاصر وهو ماجعلها محط أنظار الجميع وهم يدركون أنها سوف تفلت من قبضتهم لامحالة. وهم بذلك يحاولون بكل ماأوتيت لهم خبرات التآمر الإستخبارتي الأمني أن يضعوا لها المطبات تباعا حتى لا تذهب حضرموت الى ماأراد لها أهلها لا ماأريد هم لها .
لقد بدأت مفاعيل ذلك العمل لهم في بث الخلاف بينهم فرقا وجماعات من خلال أولئك الذين ارتبطت بهم مصالح شخصية وحزبية مقيتة جعلت منهم وسائل وأدوات مناسبة في عونها على إشعال نار الفرقة وعدم التقارب بينهم إعتقادا منهم على منع المضي في طريق مشروع بناء حضرموت وتحقيق غايتها في عودة هويتها وإمتلاك ناصية قرارها بنفسها .
كما إن العمل على مشروع الإختلاف في القضايا الدينية وإدكائها بلغة العنف والإستمالة الى السلطة بالإستقواء هو أيضا أحد المطبات التي ينبغي التنبه لها ونحن نخط طريقنا الى حضرموت الغد والمستقبل برؤية وبصيرة حذرة من المفخخات التي يضعها أعداء هذا المشروع الوطني الحضرمي .
إن التشكيلات الطبقية الإجتماعية مراتبيا وما يمكن إن يشعل فتيلها في أتون مايمكن أن يهيأ له نفسيا في القاعدة الشعبية ويتم من خلالها تحت شعارات عدة حق التمثيل والأسبقية والنصيب المفروض لهم في هذا التشكيل او ذاك المؤتمر. أو الإجتماع ممتهنين فن التشرذم ويحاولون جاهدين لتسيد مشهد الصراع المقيت نحو عدم الالتقاء بالمطلق وهم يضعون بكل ماأوتي لهم هذه الطبات وفق خبراتهم الإستخباراتية الأمنية
التي ترسم لهم بعناية مدركين أنهم يعزفون على إرث تاريخي ربما يساعدهم لتحقيق مآربهم .
من كل ذلك لعل هذه الأمور تحديات تحتاج منا الى قراءة واقعنا وخصمنا الداخلي والخارجي معا سبيلا منا الى تجاوز تلك المطبات التي بتجاوزها نستطيع العبور بأمان وصولا بنا الى حضرموت التي نبتغيها ... حضرموت بوجهها الجديد المشرق الذي جاءت اللحظة التاريخية المواتية في صنعها وتحقيق الآمال لمستقبلنا القادم .
اكرم. باشكيل
2017/1/22م