لم يعد بالإمكان النظر للمشهد الجنوبي وتشظياته منفصلا عن بعضه البعض، إذ إن ما يحدث اليوم في شبوة هو جرس إنذار لحضرموت بلا شك، وهو ما يستدعي الاستعداد الأمثل له.
إن مرحلة الثبات والتمكين باتت تخطو خطواتها النهائية في معركة التحرير والاستقلال الجنوبي، حيث إنها اقتربت من نهايتها بإعلان حضرموت الانتفاضة على بسط السيطرة على ثورتها النفطية ومنع تصديرها من لدن السلطة المحلية بالمحافظة وبتأييد شعبي عارم.
كما أنه لم يعد للقيادة المحلية بحضرموت خيارات أخرى بعد وصولها إلى طريق مسدود مع وعود حكومة شرعية المنفى، إذ أصبحت في مواجهة مواطنيها الذين يكابدون حرب الخدمات ليل نهار دون أفق لانفراجها من سلطتها التي ظلت رهينة المحبسين.
حضرموت اليوم بها وإليها تشد الرحال، وبعزم الرجال تتجه الأنظار لكسر شوكة الاحتلال، وهي دائما الرقم الصعب في المعادلة السياسية لأي صراع في الجنوب، وعليه.. ينبغي لقيادة الجنوب ممثلة بمجلسها الانتقالي والقوى الوطنية الأخرى أن يتجهوا صوب تعزيز موقف القيادة المحلية بحضرموت في تثبيت موقفها وتأمينه عسكريا واجتماعيا فضلا عن السياسي حتى يقطع الشريان الاقتصادي الذي يمد قوى الاحتلال بالحياة ويدفعها للانتحار على أرضها.
إن المسؤولية الوطنية والتاريخية الملقاة على قيادة السلطة المحلية بحضرموت جسيمة وعليها تحمل تبعاتها وأن تخرج من طور المناورة والتكتيك والمشاريع الذاتية الضيقة إلى المشروع الوطني الكبير الذي يحقق آمال وطموحات الأمة الحضرمية ويعزز تلاحمها الجنوبي، كما ينبغي على كل القوى الفاعلة في المجتمع الحضرمي تعزيزها وصونها من أية قرارات طائشة تتعامل معها كردة فعل من قوى الاحتلال أو حكومته الشرعية نحو العزل أو فرض واقع عسكري جديد.
كما ينبغي التنبيه أن لا نقف عند حدود منع تصدير النفط، بل إيجاد بدائل للتسويق وبسط اليد على جميع الثروات التي تنهب من حضرموت، وكذا الاستغلال الأمثل لكل الإيرادات بغية تصريف كل نفقات المحافظة الإدارية والخدماتية بما يؤمن سير عجلة الحياة فيها بشكل طبيعي مع محاربة كل بؤر الفساد المتضخمة في هياكلها الإدارية.
لقد قالت حضرموت كلمتها جماهيريا وفصلت في خطابها العام، وما على القيادة إلا الحفاظ على ذلك والابتعاد عن أي تسويف فيها، وهي أن ظلت على عهدها سينطلق من حضرموت المارد الجنوبي منتصرا.
حفظ الله حضرموت من كل مكروه وجنبها من شرور أعدائها وبارك في هبتها ونفيرها وأيدها بالثبات والتمكين والنصر المبين.