كثيراً ما تهيمن على النفس بالغثيان ممارسات البعض من رفاق الدرب الثوري في مسيرة التحرير ، حينما يبدو منهم من يستغرقون كثيراً ويرهقون في التحشيد لفعاليات ويكون داعيهم فيها السباق على إظهار شعبية طرفهم أو مكونهم او تيارهم او أي من المسميات التي يتعلقون ويتمحورون فيها في وجه جنوبيين آخرين يصنفونهم تيار وتيارات او مكون ومكونات أخرى .
وكأننا نسعى في هذه المسيرة التحررية للتسابق على الاستحواذ على أكبر شعبية ضد طرفنا وأطرافنا الأخرى من شعب الجنوب نفسه وداخلين على مرحلة اقتراع وانتخابات على سلطة .
ويا ترى هل ضاق بنا الأفق حتى تبقى نظرتنا ملازمة للواقع كمرحلة تحرير للحياض واستقلال الوطن ؟! ، أم هل تراهم هؤلاء قد أتسع بهم الأفق حتى يرون واقعنا قد تجاوز مرحلة التحرير والتضحيات وغدت للتسابق على سلطة وانتخابات ؟! .
وحتى لو سلمنا بالأفق المتسع الذي يراه هؤلاء من رفقة الدرب التحرري ، وليكن لهم مايسألون ويطمحون إليه ، مع التنويه إلى ان اليوم ليس كأمس المزايدات باسم الشعارات للحريات والشباب والمدنية التي ماكان الزمان إلا براء منها جميعها .. ولكل زمان دولة ورجال .
عدا أن الأفق الذي لا نستطيع أن نتجاوز حقيقته اليوم هو أننا أمام واقعاً يفترض علينا التضحيات والفداء في مسيرة التحرير للحياض وإستعادة الاستقلال للوطن المسلوب .