الحوار اليمني مشكلة شمالية بإمتياز

الحوار اليمني مشكلة شمالية بإمتياز

خالد الكثيري

ما من شك على ان الحوار اليمني المزمع إنعقادة بالعاصمة اليمنية مدينة صنعاء محكوم عليه بالفشل سلفاً في غياب المشاركة الفاعلة للجنوب التي تحمل المشروعية الحقيقية في تمثيل القضية الجنوبية .

والمشكلة إن السلطات اليمنية لا تزال متعنتة في مواقفها ضد الجنوب وهي بكافة أمرائها وأطرافها المتصارعة فيما بينها اليوم والمتوافقة فيما بينها فقط على الجنوب وتأبى جميعها أن ترضخ للاعتراف بالقضية الجنوبية بمفهومها الحقيقي .

كما ولا يفوتنا ان بعض الاطراف اليمنية التي تحاول التملق للجنوبيين بإدعاءاتها التعاطف مع الجنوب باطروحات اصلاح مسار الوحدة وفيدرالية وكل مايحمل في معناه الإلتفاف على القضية الجنوبية فلم يعد بخافياً ان خطورتها على القضية الجنوبية أدعى وأشر في عدائها للجنوب لأنها تعمل وفق أجندات خلط الأوراق ولا ننسى بأنها نفسها هي الأمتداد للأجندات الفتاحية التي خلطت أوراق الجنوب الى أن أودت بالأرض والأنسان والهوية الجنوبية الى كنف هذا الوحل اليمني وهي تيارين بالإمكان ان نصفها بأسماء من يتزعمها (تيار حميد الأحمر وتيار سلطان السامعي ) ، وأما السلطات اليمنية وأمرائها المتصارعة فيما بينها اليوم فإنها تعيش لحظاتها الأخيرة المتغطرسة بنشوة المنتصر في حرب صيف 1994م .

فإذن فليس للجمهورية العربية اليمنية سبيلاً لإنجاح حوارها ومحاولة تجاوز حالة إنعدام الإستقرار في حياضها غير التنازل عن غرور أمرائها المتصارعة ومآرب أطرافها المتملقة والعودة الى الإعتراف بالحق الشرعي للجنوب والإعتراف الصريح بحراكه السلمي .

ونتعجب من المطالب الداعية للجنوبيين الى الدخول في هذا المؤتمر اليمني المزعوم للحوار فيما لم يعد الجنوب في موقف المهزوم كما كان ولم يعد بالإمكان الرضوخ للضغوطات للقبول بأي تسويات او حلول ترقيعية كما ليس الجنوب اليوم في الموقف الموجب عليه الفداء لإنجاح مؤتمر حوار جلاديه بالجمهورية العربية اليمنية وليس من المنطق ان يُطالب من الجنوب التنازل عن تضحياته في حرب العام 1994م التي كابدها بعشرات الآلاف من الشهداء والجرحى والمشردين والمهجرين الى الشتات ، الى جانب ماتجرعه من مرارة الإجتياح لأراضيه وحياضه الوطتية خلال فترة مابعد الحرب التي تواصلت مرارتها لـ 18 عاما من القهر والتكفير والغطرسة الى جانب الحملات المسعورة للنهب للأراضي والثروات بل ولم بعد من سبيل للجمهورية العربية اليمنية الا ان تذعن للحق الجنوبي كيفما كان سيما بعد ست سنوات متواصلة من ممارساتها لشى صنوف القمع والقتل والتنكيل والإعتقالات والمؤامرات في سبيل محاولتها لإزهاق المسيرة الثورية للجنوب دون جدوى .