ياعيدروس والخبجي الاستقلال الناعم في مهب الريح

2016-03-28 10:41

 

تسوية سياسية قادمة والسلطة الإنقلابية متمثلة بالمخلوع والحوثي أثبتت أنَّها أقوى شعبياً في الشمال من السلطة الشرعية وإقصاء تام لصناع النصر في الجنوب بمباركة التحالف العربي

 

في هذه الصواعق لا أجد ما أقوله غير هذا المقال

ياعيدروس والخبجي الاستقلال الناعم في مهب الريح

مايحدث اليوم في عدن ولحج وباقي محافظات الجنوب ليس حالة فجائية ، بل هي أحداث ناتجة عن أخطاء متسلسلة ارتكبتها السلطة الشرعية  ؛ حذَّر منها الكثير من مفكري وكتاب الحراك وأصحاب الرأي وكنت أحد المحذرين والناقدين قبل الحرب وخلال الحرب وبعد الحرب . . . تحدثت عبر القنوات الفضائية ، كتبت عشرات المقالات المنشورة في الصحف ، نشرت مئات التغريدات في الفيسبوك والتويتر ، وكذلك فعل غيري .

 

لكن الناس لم تقبل آرائنا المعارضة لتصرفات السلطة الشرعية ،  وكانت المفاجئة أن الكثير من نشطاء الحراك أيضاً رفضوا انتقادها . . . لم يدركوا أن هناك مؤامرة تحاك ضدهم..!! فشيطنوا وخونوا زملائهم ورفاقهم في مسيرة سنوات النضال"..!! وقاموا بحملة دفاع مستميت عن السلطة الشرعية ، واتهموا كل من ينتقدها بالعمالة للحوثي والمخلوع والمناطقية..!! فأسقطوا مصداقية كل النقاد وأصحاب الرأي .

 

وكانت النتيجة بعد الحرب  (كماخطط لها أعداء حرية الجنوب) ؛ تمزق شباب الحراك والمقاومة الجنوبية  ؛ فمنهم من أنكفأ على نفسه وانشغل بمشاكل حياته الشخصية ، ومنهم من أعتكف في بيته والتزم الصمت ، ومنهم من غادر البلاد . وأما من بقي في الساحة فإمَّا تم إتهامه بالإنتماء للقاعدة وداعش ، أوتم تهميشه بسهولة ودخل في دائرة التخبط والعجز التام .

وأمَّا من تم تعيينه في منصب رسمي فأوقعوه في دائرة الأخطاء المتسلسلة ، التي تبعده شيئاً فشيئاً عن رفاق نضاله ... حتى يصل إلى مفترق طرق لامفر له منه فأمَّا الفشل المطلق والاستقالة .... أو يرفض الواقع المفروض عليه وبالتالي يتم اغتياله .

وأمَّا المناطق الحرَّة والمحررة  فمصيرها أن تصل إلى الأنهيار الأمني والفساد والفشل الإداري التام ، وتم تعطيل كل المرافق الخدمية للمواطنين ، حتى تذعن للوحدة . . . ببنما المناطق الشمالية تحت سيطرة الانقلابين تقوم المرافق الحكومية بخدمة المواطنين على أكمل وجه (لأنها وحدوية)...!!!.

 

وهذا الحال السيء سواءً للمحافظات الجنوبية أو بالنسبة لقوى المقاومة والحراك ليس مصادفة بل خطة وضعها حزبا السلطة المؤتمر والإصلاح ، ونفذوها عبر قواعدهم الحزبية والتنظيمات المشبوهة التابعة لهم  . . . وبهذا العمل المخطط أصبح المؤتمر والإصلاح  أصحاب القرار على طول الجنوب وعرضه . وكل التعيينات في الوظائف الرسمية مازالت خاضعة للمحاصصة بين الحزبين دون أي اعتبار لمن خاض المعارك وحقق النصر .

 

فماذا يفعل الجنوبيون في هذا الوضع...؟

من غير المعقول أن يظل الجنوبيون في خانة المفعول به ؛ فتفرض عليهم اليوم مشاريع تدمر كل إنجازات الثورة الجنوبية ، وينفذها قيادات الثورة الذين تقلدوا مناصب رفيعة في السلطة بجهالة أو سوء تقدير .

وللخروج من حالة العجز يلزم شباب الحراك والمقاومة والجنوبيين بصفة عامة تناسي الخلافات مهما كانت ؛ وتجاوز ماجرى بينهم من إقصاء وتهميش وتخوين خلال فترة الحرب ومابعدها ، مهما بلغ مقدار الألم الذي تسبب به البعض للبعض . . . وعليهم الاصطفاف صفاً واحداً من أجل الهدف العظيم (حماية ارادة الشعب الجنوبي) ... فهذا الهدف يستحق كل التنازلات  ، ومهما كانت التنازلات مؤلمة إلَّا أنَّها  لاتساوي شيء أمام آلاف الشهداء والجرحى خلال مسيرة الثورة الجنوبية .

 

وتقع مهمة المصالحة وتوحيد شباب المقاومة والحراك على عاتق الدكتور ناصر الخبجي واللواء عيدروس الزبيدي ، فهما قيادة الثورة الجنوبية اليوم "كأمر واقع" ، بعد أن تقلَّدا قيادة محافظة عدن ولحج ، وأصبحا شخصيات رمزية لها مكانتها أمام التحالف .

وتوحيد الصف لحماية إرادة الشعب الجنوبي لايعني الاصطفاف خلف شعارات..؟؟ بل تعني  فرضها كطرف أصيل فوق طاولة أي تسوية سياسية يدعمها التحالف .

وتحمل في طياتها "رسالة واضحة" للتحالف العربي  والعالم ، مفادها ؛ لايمكن القبول بتسوية بين طرفي سلطة صنعاء "السلطة الشرعية والسلطة الإنقلابية" وتجاهل الحراك والمقاومة . فدماء شبابنا ليست مجانية ، وتضحياتنا في هذه الحرب ليست رخيصة ، وتنازلاتنا للتحالف العربي خلال الحرب ليست ضعفاً . . وكما قاتلنا السلطة الإنقلابية سنقاتل كل من يتجاهل إرادة الشعب الجنوبي .

 

فإذا لم يبادروا إلى توحيد صفوفهم فهذا يعني وبكل وضوح نجاح المؤامرة على الجنوب ، وسوف يأخذونه إلى التسوية مع العدو باعتباره "هدية ترضية" . . . وبموافقة دول التحالف على التسوية لن يستطيع أحد فعل شيء بعد ذلك . . . ويكذب من يقولون أنهم يستطيعون فعل شيء بعد التسوية عبر المسيرات السلمية والاعتصامات .

فوحدوا صفوفكم قبل فوات الأوان وإلَّا فاستعدوا للبكاء على وطن أضعتموه من بين أيديكم .

 

عبدالسلام بن عاطف جابر