هل انعدمت الرجال ..؟؟؟

2014-11-02 18:57

 

 

هكذا سيسأل العالم عندما يرى منصة ساحة الاعتصام مخصصة للأغاني ، وللمذيعة ليلى ربيع ، ولن يصدق العالم أن هناك عشرات الآلاف تفترش الساحة بينهم البروفسور ، والطبيب ، والمهندس ، والمعلم ، والأديب والكاتب ، والطالب الجامعي ، وشيخ القبيلة ، وشيخ الدين ، والسياسي ، والمؤرخ  ، والمفكر . . . لن يصدقنا أحد إذا قلنا له أن  إذاعة وتلفزيون عدن بكامل كوادرها مشاركة في الاعتصام ، ولن يصدقنا أحد إذا قلنا أن  نقابة الكتاب والأدباء برئاسة الدكتور جنيد باجنيد مشاركة في الاعتصام  ، وموظفو مطار عدن ، ونقابة المهندسين ، ونقابة العمال ، وغيرهم كثير . . . .

 

هل يقبل العقل والمنطق أن كل هذه الآلاف وبينهم عدد كبير من علماء البلاد في مختلف التخصصات معتصمون ، والذي يخاطب العالم ناقلاً  رسالة الشعب  ، والذي يوجه الحشود هو "المذيعة ليلى ربيع"  من بيروت وليس من الساحة...؟ .. قطعاً لا يقبل العقل هذا الوضع . . . المعقول أن ينقل تلفزيون عدن لايف ما يقوله المعتصمون في ساحة الشرف والاستقلال حتى يراه العالم ويسمعه ، والمعقول أن تتحدث العقول الكبيرة من داخل الساحة عبر القناة ويسمعها العالم ، هؤلاء من يتحدث باسم الشعب وليس ليلى ربيع من لبنان ، من هو المعتصم على الأرض هي أم هم...؟؟

 

ونفس الكلام سيقوله العالم (هل انعدمت .......) عندما يعلم أن مدير قناة عدن الأخ أبو علي الحضرمي هو الذي يفرض على المعتصمين اللجان الإشرافية على اعتصامهم...! .. فهو الذي ألزم الشيخ بن شعيب إقالة أبو وضاح القعيطي وفريقه من لجنة التغذية وتكليف زيد الجمل بها ، الذي فشل في المهمة وحرم المعتصمين الغذاء ثلاثة أيام وأهدر الأموال والأقوات في مالا ينفع ... ومنذ الأمس حرم المعتصمين وجبة الغداء التي تكفل بها أبناء الشعب الجنوبي عبر تبرعاتهم التي تتجاوز الغذاء .

 

وأبو علي هو صانع الخيمة التي أعلنتها قناة عدن في ساحة الاعتصام  لجمع الأموال ..!! وكانت  ليلي ربيع بوق الترويج لها ؛ هذه الخيمة الملعونة لم تكتفي بجمع أموال الناس بل كان فيها شخص يُقلِّد صوت الشيخ بن شعيب ، وجمعت ما جمعت ولا نعلم ماذا حلَّ بالأموال...؟

 

وهو الذي منع نشر قوائم المتبرعين -عبر القناة- الذين يدفعون تبرعاتهم مباشرة للشيخ ، ومنذ خمسة أيام لم ينشر قائمة الاسماء ، بينما ينشر تبرعات الناس إلى الحسابات البنكية التي فُتحت باسم شخص غير معروف يدعى "عبدالله صالح مقبل" . . . وقد سألت اليوم في أكثر من خيمة هل تعرفون "عبدالله صالح مقبل" والجميع أجاب بعدم معرفته . . . وعندما حضرت اجتماع اللجنة الأمنية بادر أحد الضباط الكبار بالسؤال نفسه ، وكنَّا في الخيمة أكثر من خمسين ضابط وصف ضابط من مختلف صنوف الأسلحة ومن كل المناطق الجنوبية...؟ وكان الجواب "لا نعرفه" .  . . فأين ذهب هذا المجهول بأموال شعبنا...؟ وما هو هدف أبو علي بهذا العمل...؟ 

 

ولم يكتفي بذلك بل أطلق عصابة من المسلحين لفرض هذه القرارات الرعناء...! وبالقوة أرادوا السيطرة على قوافل الأقوات والأغذية التي يسيُّرها الشعب الجنوبي العظيم إلى ساحة الاعتصام من كل محافظات الجنوب  . . .

 

بأي صفة نضالية أو قبلية أو تقليدية يقوم بهذه التصرفات...؟ ومن الذي فوضه..؟ .. لم أجد مشروعية لأبي علي ومن معه إلَّا مشروعية مكتب الرئيس البيض . . .  فهل الرئيس شريك في مخططهم الانقلابي على إرادة الشعب الجنوبي...؟ أم أنَّه لا يعلم ماذا يفعلون...؟ أم أنَّهم انقلبوا عليه ووضعوه في الإقامة الجبرية والشعب لا يعلم...؟ .. كل هذه الأسئلة مطلوب من الرئيس الإجابة عليها في خطاب يخصص لها ، أمّا التزامه الصمت فهو يعني أنَّه يعلم بكل ما يدور .

 

إن هذه التصرفات توحي لنا أن التهديد بالقتل والعقاب التي طالت الشيخ بن شعيب وكثير من الناشطين ومنهم أنا مصدرها بيروت . . . فحتى الآن لم يظهر لنا خصم واضح يعمل على إفساد الاعتصام وإجلاء الناس من الساحة إلَّا هم ،  ، ولسنا في  طور رد التهديد بالتهديد ولكن هذا مجرَّد توثيق وربط للأحداث .

 

ونصيحتي للأخوة الذين يقومون بهذه الأفعال "التعقل"  ، والتفكير بعقل رجال دولة وليس رجال قرية ، فالمجموعات التي تتكون من مئات لا تستطيع بهذا العدد فرض إرادتها على شعب بكامله . . . فإذا قتلوا الشيخ بن شعيب أو قتلونا معه جميعاً هل سيسيطرون على الجنوب....؟ .. لن يستطيعوا ، ولذلك أنصحهم  بالتعقل واستيعاب المشهد وترك الساحة وإدارتها للمعتصمين ، وليناضل كل مواطن جنوبي في الخندق الذي هو فيه  . . . وأنا مستعد لمساعدة الأخ أبي علي الحضرمي والمذيعة ليلي ربيع بوضع الخطط الإعلامية وفتح مجالات نشاط إعلامية كثيرة لا يعلمونها تفيد الاعتصام وتفيد القضية الجنوبية .

 

 يااااااا رب ؛ يااااااا محيي العظام وهي رميم أنقذ هذا الشعب المسكين من هؤلاء . . . ياااااااا رب إلى من تكلنا ، إلى غريبٍ يتهكمنا ويسخر منا ، أم إلى قريب يستحمرنا ويستهبلنا ويُهرِّج بنا . . . إذا لم يكن بك غضبٌ علينا فلا نبالي ، ونقبل قضائك فينا ونصبر عليه ونتصبَّر .

 

طيَّب الله ثراك يااا وطني بدماء عمر اليافعي ورفاقه  .