عبدالرحمن الراشد .. وعقدة محمد حسنين هيكل

2016-02-05 05:32

 

لن اجزم أن مقال الاعلامي عبدالرحمن الراشد "كسر الصمت في اليمن" مازال امتدادا لتخندقات الحرب الباردة فلو كان كذلك فهي كارثة في وظيفته الاعلامية لأن معنى ذلك أن الرجل أصابه جمود يقدح في أهليته وأنه بحاجة الى "فرمته" لكي يصبح  قادرا أن يستوعب المستجدات الإعلامية والسياسية .

 

لكن عدم التحديث المهني يجعل اللجوء للخندقة التاريخية أمرا واردا فبعض الاعلاميين مصاب بعقدة هيكل وهو لايملك قدرات "محمد حسنين هيكل" الذي يغطي هفواته إن وجدت بالكم الهائل من معلوماته وعلاقاتاته  وقراءاته وتحليلاته ,ومن أولئك النفر المصابين الاستاذ "عبد الرحمن الراشد" .

 

إذا إختصرت دول الجوار ألوان الأزمة في اليمن كما حددها "الراشد" في مقالته فقط فهي بالتأكيد مصابة بعمى ألوان , فاللون الايراني ولاشك لون عدو لنا وللجوار لكن الأزمة لا تقتصر على اللون الايراني فقط والأزمة أيضا ليست في ألون أطراف الأزمة أو جبهاتها التي ذكرها (الراشد) فهم تحاوروا ثم تقاتلوا وتدور تحت لونهم أو ألوانهم رحى حرب التحالف فهذه الألوان كانت موجودة قبل أن يطغى في صنعاء اللون الايراني عبر الحوثي , لكن عيب الاستراتيجي الخليجي ومنظريه من الاعلاميين أنهم لا يريدون أن يروا من ألوان الأزمة إلا الألوان التي يحبون أن يروها وهذه كارثة استراتيجية .

 

لقد إعتقدنا ان انكشاف حزمة ألوان الأزمة أمامهم (الجوار) عبر سنتر اللون الايراني البغيض وبروز التوافق معه أو التعارض والتقاتل معه ستعطيهم بصيرة تحليل تفرز ألوان الأزمة وخصوصية كل لون ورؤية كيفية حله بحيث لا تنفلت حزمة ألوان الأزمة من بين أيديهم ولن يعفيهم إن كانوا لا يحبون رؤية بعضها أو أن المرحلة تتطلب منهم أن لا يروا هذا البعض لكن من الغفلة السياسية أن لا تكون ملفات الحلول البديلة لكل لون جاهزة لديهم بل ان تجهيز الملف الاحتياط البديل ليس من الان بل منذ أنطلقت عاصفة  الحزم إن لم يكن من قبلها  .

 

الارهاب موجود وأذكر ان أحد التائبين السعوديين تحدث عنه وكان في اليمن لا أذكر إسمه لكنه وفي مقابلة له مع برنامج "صناعة الموت" عندما سئل عن اسباب توبته قال: ( لقد إكتشفت أن جهة واحدة هي التي تدير القاعدة والحوثي في اليمن !!) .

 

فالارهاب جبهة تابعة للقوة التي يعتقد "عبدالرحمن الراشد" انها قاربت أن ترفع الراية البيضاء جبهة الرئيس المعزول بالذات وخطورة هذه الجبهة انها ستتحول من دولة عليها التزامات إلى عصابات لديها إمكانيات دولة وستتحول من جماعة محاصرة الى جماعات تقطيع أوصال وسيكون الارهاب أحد أدواتها أو أن الارهاب من مفردات الجبهة الاخرى التي يدعمها التحالف وهو لا يشعر بذلك لان كتّاب ومحللين مثل "الراشد" يدلسون على صاحب القرار في التحالف بتحليلات ناقصة لو افترضنا انه يأخذ تحليلاتهم مأخذ الجد وعملية إنتشاره في الجنوب الان (الإرهاب) يؤكد انه سلاح لأحد الطرفين وكلاهما سيستخدمانه ضد الجنوب وضد التحالف أما الجبهة الثالثة التي لم يذكرها "الراشد" فهي الجنوب بحراكه ومقاومته الجنوبية التي إنطلقت كالمارد ولم تكن تابعة للإرهاب بل قاومت اللون الايراني قبل أن يقاومه غيرها ولم تكن تابعة لأي طرف شمالي , لكنها انطلقت من جذور قضية أسمعت العالم بسلميتها قبل أن تسمعه ببطولة مقاومتها فلا يعتقد صناع القرار في دول الجوار أن إهمالها سيعني أن تذوب وتتلاشى , فكل مقاوم شهد مصرع زميله لن يضع يده في يد أعدائه وسيبحث عن أي شيطان يتحالف معه وسيجده بالتأكيد, أما مسالة محاربة الارهاب في الجنوب فشأن دولي وأيضا إقليمي وليست شان شعب مازال الملف الأمني يديره أعداؤه طيلة عقدين من الزمن وحتى الان .

 

لقد اكتشف القارئ العادي ضحالة وسطحية تحليل "عبدالرحمن الراشد" من خلال الاسماء التي حشدها(المسوري – صوفان) واسماها "الطرف اليمني الثالث " , ففي مرحلة عنوانها الحرب العالمية على الارهاب والإجندات المتشابكة فيها عدا ما تتميز به حالة هذه الأزمة وتعارض ألوان أزمتها يكون آخر صوت وأقله تأثيرا فيها هو صوت السفراء خاصة عندما تكون معروفة سجلاتهم للجميع محليا .