التناقض الأخلاقي.. نخب اليمن تسعى للتحالف مع الحوثي

2025-12-24 09:48

 

لو أن تصريح النعمان صدر عن ناشط جنوبي، وليس عن مسؤول في الشرعية، بأن التحالف مع الحوثي ليس خيارًا بل أحد الخيارات، كيف كان سيكون رد الفعل؟

 

كانت ستضج الساحة سياسيًا وإعلاميًا وحزبيًا، في اليمن والجوار، وبصوت واحد سيولولون قائلين:

 

اللهم إنا نبرأ إليك من الانفصاليين بقايا الاشتراكيين الذين عرقلوا تحرير صنعاء، لا تهمهم عقيدة ولا عروبة. أما نحن فأهل يمن الإيمان والحكمة وأصل العرب، سنظل رافضين للحوثي، فهو عدو العقيدة والعروبة والجوار، وسبب كل المصائب والمعاناة، مهما تغيرت الأحداث وتبدلت الأوضاع، حتى لو قامت القيامة نفسها.

 

فهل من حدث أعظم من يوم القيامة؟

 

وقتها سنقف بين يدي الله عز وجل ونشكو عبد الملك الحوثي والانفصاليين، قائلين: يا رب، هذا الرجل تسبب في مقتل أكثر من نصف مليون يمني، وحلفاؤه الانفصاليون تسببوا في تمزيق وطننا وإغراق شعبنا في الحرب والجوع والتشريد.

 

هكذا كانوا سيغردون ويكتبون ويتباكون.

 

في الأقوال الشعبية يقال: لليهود ذبّاح واحد. وذبّاح نخب اليمن الحزبية والعسكرية والقبلية والإعلامية إما قبيلي عصبوي أو سيد طائفي.

 

حين يئسوا من عودة العصبوي علي محسن، جاء تصريح النعمان لقناة العربية عن التحالف مع الحوثي ضد الجنوب، فأسقط بتصريحاته الشرعية اليمنية، وخالف قرارات مجلس الأمن وتصنيف الحوثي منظمة إرهابية، وأسقط مشروعية تدخل التحالف العربي في اليمن، وانضم إلى القوى التي تهدد أمن الخليج والملاحة الدولية، وأسقط الأساس القانوني لتدخل التحالف العربي، وكشف استعداد النخب والسلطة والأحزاب اليمنية للتحالف مع مليشيات الحوثي لإعادة احتلال الجنوب.

 

هو ابتزاز مباشر للتحالف، وبالذات للمملكة، إما أن تسلموا الجنوب وتضمنوا احتلاله، أو سنتحالف مع الحوثية والصفوية والبابكية والقرمطية والنخاولة والمكارمة والمثلية وغيرها. المهم الجنوب.

 

لا تهم الصفة التي سيتحالفون بها مع الحوثي، فالتصريح أسقط الشرعية التي استُمدت من محاربة الانقلاب، والمهم لديهم احتلال الجنوب.

 

وأمام تصريحات النعمان صمتوا، في تناقض أخلاقي ونفاق وكذب. لم يتصد أحد لتفنيدها، بل وصفه بعضهم بالجمهوري الشجاع، وقال آخرون إنها زلة لسان.

 

ظلوا يكذبون أنهم ضد الحوثي ومليشياته وإيران، لكن حين تأكدوا أن المارد الجنوبي قد انطلق، انكشفوا، فغازلوا الحوثي جهارًا للتحالف معه ضد الجنوبيين، وضد الجوار، وضد العروبة والعقيدة.

 

24 ديسمبر 2025م