يتبادر للمراقب اليوم المشهد الدراماتيكي في عدن بكل عناوين الدم منذ مقتل المحافظ جعفر محمد سعد في عملية انتحارية بكل دمويتها أن عدن قادمة على إستحقاقات جديدة تختزل في السير بها نحو طريق المجهول مع إصرار أهلها على عودتها لمدنيتها وإكتمال دورها الحضاري المدني في تشكلات بنية الدولة اللامركزية الجنوبية .
إن تعيين المحافظ الجديد عيدوس الزبيدي ومدير أمن عدن شلال شائع من رحم المقاومة الجنوبية لهو حالة إعلان حرب صامتة تنبئ لنا عن صراع جديد سوف يكون أكثر صرامة من حروب عدن الماضية من نظام الاحتلال اليمني بكل فصائله الأمر الذي نراه اليوم يتشكل بلون الدم في تجليات المشهد والإنتقال الى عودة التصفيات للقادة العسكريين بالذات على اعتبار إنهم يشكلون نواة الجيش والأمن وهم في صدارة المواجهة العسكرية التي باتت واضحة المعالم وقد انجلت في التواهي مرورا بالمعلا وهاهي تدار رحاها في المنصورة وهي مناطق السخونة في خطوط التماس مع بقية قوى الاحتلال المتخندقة .لابسة اقنعة متعددة تحت يافطات عدة .
عدن بكل ثقل مقاومتها وقياداتها المدنية والعسكرية تخوض معركة شرسة صامتة مع تلك القوى وهي معركة كسر العظم ضد تثبيت النظام والقانون وإرساء حياة المدنية الحقة التي تنماز بها عدن منذ قرون خلت .
اليوم المشروع الجنوبي بعنوانه الجوهري التحرير والاستقلال وإقامة الدولة الجنوبية المستقلة ذات السيادة على مفترق طرق وفي لحظة من لحظاته التاريخية المفصلية لتشكله وإثبات نجاحه والخروج به كمشروع وطني من عنق الزجاجة الى النور وهو يتوقف على إلتفاف كل القوى الوطنية في لحظة اصطفاف وطني فريد يتعاضد السياسي مع العسكري والنخبوي مع الشعبي لفعل ملحمة للتحرير والنصر واكتمالاتها منطلقين من عدن الثورة إمتدادا والى كل الجنوب .
إن انتصار عدن في هذه اللحظة الحاسمة هو انتصار المشروع الوطني الجنوبي بعيدا عن مسميات الافراد أو المناطق التي تجعل من تأخير النصر عنوانا عريضا في هذه المعركة التي يريد منها المحتل بكل أذرعه لكسبها وكسر شوكة المقاومة الجنوبية وإعاقة المشروع الوطني الذي بدأ ت تتشكل ملامحه في الأفق وهو قاب قوسين أو أدنى من الإنتصار .