وحدة وطنية جنوبية.... صادقة وشاملة

2015-10-05 08:24

 

مشكلتنا - نحن - الجنوبيين اننا لم نتوحد منذ عام 1967الى غاية اليوم في وحدة وطنية جنوبية صادقة، وعدم توحدنا أوصلنا الى باب اليمن في 22 مايو 1990، وعلى رأي والدي - حفظه الله ورعاه -:" ان كل طرف سياسي جنوبي قد أدى شروط الخدمة الوطنية الالزامية لصنعاء منذ 1967 الى غاية 7 يوليو 2007 مجاناً".

 

حيث ظلت الانقسامات القبيلة المناطقية التعصبية في شكل انقسامات وطنية سياسة، وكانت هي العامل السلبي المؤثر في علاقاتنا وسلوكياتنا، الى درجة ان بعض الجنوبيين كرهوا بعضهم البعض اكثر من كرههم للمخلوع صالح ونظامه.

 

أدى ذلك الى سعي كل طرف من الأطراف الجنوبيين للتوحد مع أطراف شمالية نكاية بأطراف جنوبية اخرى.

 

وللاسف ان كثير من الجنوبيين مازالوا ينظروا الى المنطقة التي ينتمي اليها كاتب اي مقال او منشور، ولا ينظروا او يهتموا الى فكرة وجوهر الموضوع، او كما قال صديق العزيز الدكتور أحمد صالح العبادي Ahmed Saleh Alabbadi:" ان بعض الجنوبيين يتعصبوا تعصب أعمى لاشخاص اخرين لا يعرفونهم إلا عبر الفيسبوك فقط، ونسوا اننا أمام مصلحه وطن، وانه يجب علينا التجرد من العاطفة والتحلي بالحكمة".

 

وهذا السلوك يعكس صورة جلية لما يعانية البعض من أمراض الماضي وسلبياته، في الوقت الذي خرجنا جميعا من المولد بلا حُمُّص، حيث احتلت بلادنا واستبيحت كرامتنا وانتهكت اعراضنا وخسرنا رجالنا منذ 7 يوليو 1994.

 

ولي انا تجربه شخصية في هذا، اذكر انه عندما كان والدي، عِوَض علي حيدرة، يكتب مواضيع مختلفة باسمه، تجد الجنوبيين ينهالوا عليه بهجوم غير مبرر او منطقي من كل حد وصوب.. وعندما كان يكتب مواضيع اخرى وتحمل نفس الفكرة والاتجاهات العامة لمواضيعه السابقة ولكن باسم مستعار، وجدنا الثناء والتقدير له من نفس الجنوبيين الذين هاجموه في السابق.

 

بالنسبة للأخ صالح الجبواني Saleh Algabwani سوا نتفق او تختلف معه، دخل في معركة وآثار مواضيع ليس وقتها، والتي يرى من وجهة نظره انها تمس الوحدة الوطنية الجنوبية التي لمسناها خلال حرب 2015، ويرى انه يجب التحذير منها.

 

ولكن جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن وأخذت المسالة طابعاً مناطقي للأسف. دون مناقشه موضوعية لتفنيد الصح من الخطأ، الى درجة انه وصل الامر بالبعض الى الشتم واللعن والسب واستعمال الألفاظ البذيئة المقذعة، والتي تعد حيلة الشخص العاجز عندما يفتقد الحجة في الرد فيقوم بشخصنة الأمور ويحولها الى حِب وكره.

 

نامل ان تكون انتصارتنا التي تحققت في عدن ولحج والضالع وأبين وشبوة نقطة فاصلة في تحقيق تحرير ماتبقى من أراضي الجنوب المحتلة، وان نحقق وحدة وطنية جنوبية شاملة على قاعدة التوافق الوطني - ولو مرة واحدة - امام الخطر المحدق بِنَا من جميع الاتجاهات.