محافظ عدن نايف البكري يدرك قبل غيره أن منصبه في هذه المرحلة الصعبة كل الأنظار مسلطة عليه .. والصراخ في عدن من شدة معاناة الناس لعدم استقرار الأوضاع الأمنية والخدمية في تصاعد مستمر رغم الدعم السخي المقدم من دول التحالف .. اللوم ينصب وبشكل واضح على المحافظ باعتباره ممثلا للسلطة التنفيذية ، وأقصد هنا الحكومة .. ولا أدري لماذا تركت السلطة هذه التركة الثقيلة على كاهل المحافظ ؟ .. ولماذا لم يضع المحافظ جدول بالاولويات التي تحتاجها المحافظة .. ولماذا لا يكلف فريق عمل بكامل الصلاحيات لتنفيذ كل مهمة على حده.
تجميع الصلاحيات بيد شخص واحد مهما كان مخلصا فإنه بالتأكيد لن يكون سوبر مان لتنفيذها .. لا أشك لحظة بنوايا وتفاني الرجل ، ولكني أشك أن يكون بمقدوره وحده حسم كل الصعوبات التي تواجه مدينة كعدن اذا لا يكون معه فرق متخصصة لكل قضية ويكون هو المشرف على أداء الفرق جميعا .
إذا كانت الحكومة قد فشلت في مهامها ورفضت العودة إلى عدن لاعانة السلطة المحلية على أعادة الأوضاع إلى طبيعتها .. فأننا نريد من المحافظ أن يكون أكثر حزما ليثبت أنه من سيتحدى كل الصعوبات ، وذلك عبر إشراك جميع المسؤولين في عدن في تحمل مسؤولياتهم ويمنحهم كامل الصلاحيات لإنجاز مهماتهم وفق جدول زمني للإنجاز .
إذا عملت هكذا فستنجح أيها المحافظ وستكسب كل المسؤولين والمختصين في عدن حولك ، أما إذا بقيت تشكو كما يشكو كل مواطن من جسامة المهمة وصعوبة تنفيذها وعدم تعاون الجميع معك فإن هذا لن يعفيك من مسؤولية الإخفاق لا سمح الله.
وزع المهام وامنح كل جهة كامل المسؤولية وأشرف بعين ثاقبة وأمسك بيد من حديد .. عندها اما تنجحون جميعا أو تفشلون سويا لا سمح الله ولا نتمناه ابدا.
والله من وراء القصد