في 2007 أي قبل 8 سنوات بالوفاء والتمام ذهبت مع عدد من الجنوبيين للقاء أنتوني ديوك الدبلوماسي الأمريكي العجوز في مكتبه في واشنطن دي سي ، وهو آخر سفير أمريكي في عدن قبل الاستقلال عام 1967 ، اللقاء كان بترتيب من الأستاذ المرحوم عبدالله الاصنج الداعم بصمت سياسيا لقضيتنا رحمة الله عليه ..
شرحنا للسيد أنتوني قضية الجنوب وما يعانيه شعبنا من نظام المخلوع علي عبدالله صالح بكل تفاصيلها ، وتحدثنا معه عن الفعاليات السلمية الرافضة لممارسات نظام صنعاء في الجنوب ..
قال الدبلوماسي الأمريكي العجوز أولا اذا اردتم للعالم أن يسمع بقضيتكم عليكم بإستمرار الفعاليات في عدن ازعاجا للنظام ، ولأن عدن مدينة معروفة عالميا ستحظى بالاهتمام حتى وأن لم تلمسوا رد فعل على ما تقومون به .. ثم ثانيا أن أي مفتاح لحل قضيتكم إلا باقتناع جيرانكم السعودية ودول الخليج ، إذا اقتنع هؤلاء سيقلبوا المعادلة بسبب تقاطع المصالح معهم ، اما امريكا والغرب لن يفعلوا شيء للجنوب طالما الجيران غير مقتنعين .
ما أراه اليوم يؤكد ما قاله السيد أنتوني ديوك ، فالحراك بكل فعالياته التي تركزت في عدن أحدث ضجيجا لنظام صنعاء ، وظل الخليج يراقب ذلك وطفح به الكيل من ممارسات صالح وتحالفه مع الحوثيين فجر ذلك الصمت الخليجي واستخدمت القوة الا بسبب تراكم الظلم الذي بات يهدد الإقليم بشكل كامل .
وبسبب تقاطع المصالح لن يستطيع الأشقاء في الخليج إلا الاستسلام للأمر الواقع ودعم حق الجنوبيين في تقرير مصيرهم في نهاية المطاف بعد رفضهم الطويل للوحدة .. أعتقد أن الخليجيين سيقتنعوا بعد أن تضع ألحرب اوزارها بأن دولتين شمال وجنوب يستطيعان التعايش بسلام أفضل من فرض وحدة على شعب بأكمله يرفضها في الجنوب .
صدقت حكمة أنتوني ديوك ورحمة الله على من قادنا إليه الأستاذ الاصنج لنتعلم من تجارب الدبلوماسيين بعد النظر بفعل التجربة ومن يعرفون الجنوب عن قرب.