من تجارب الماضي البعيد والقريب تتكشف للقاريء لواقع الحركة السياسية في حضرموت بقضها وقضيضها وأشكالها وألوانها بكل تعدداتها وإمتدادتها أن هناك ثمة مثالب عدة وقعت فيها من حيث طبيعة النشاة لها وإمتداداتها وجوهرعلاقاتها ببعضها البعض وكيفية التعاطي علائقيا ضمن مكوناتها مما جعلها تجنح الى تفضيل القطيعة على مد الجسور في حدود جغرافيتها الضيقة ففضلت خارجها على داخلها..!!
المشهد في المعطى السياسي لحضرموت منذ ثلاثينيات القرن المنصرم ومرورا بمابعد 1967م وحتى اليوم لم يتزحزح قيد أنملة في ذلك السلوك والمذهب بين مكونات وفرقاء العمل السياسي ولربما زادت حدته كلما إتجهنا نحو الألفية الثالثة بيانيا وهو ما جلب لحضرموت كوارث عدة أقلها عدم إستثمار مكانة حضرموت في المركز نحو بناء حضرموت بشكل يتوافق مع حجمها وقدراتها فخسرت وخسر الجميع ...!!
اليوم ونحن في تشكلات مرحلة جديدة تفرض وجودها علينا شئنا أم أبينا بإتجاه ماهو قادم لنا ويتطلب منا معه التهيئة والإعداد لوضع بل وفرض - وهذا يتعلق بوجودنا- رأينا وتصوراتنا على بقية الفرقاء والشركاء معا في القضية والمصير دونه فسوف تمر علينا الأمور ولن يلتفت إلينا أحد من قريب ولا بعيد في عكس طموحاتنا ونؤخذ كما أخذنا من قبل الى حالة قد تشابه الى حد كبير طوفان 1967م ونحن نصيح تحت سقف أوهامنا دون عمل مجدي موحد..!!
مايجب أن نفهمه نحن الحضارمة جميعا أننا بحاجة ماسة اليوم الى حالة إصطفاف وطني في تنسيقية أو جبهة عريضة تحت ميثاق شرف للعمل السياسي الوطني الذي يخدم حضرموت بما يسهم في خلق رؤية موحدة من كل مايجري من مناقشات لتشكلات الوضع السياسي الجنوبي القادم ... وما يتم تداوله اليوم علنا وفي الغرف المغلقة.. والتي نرسم من خلال هذه الرؤية معالم شروط وجودنا في المكون القادم وفق معطيات التاريخ والجغرافيا والحجم البشري والإقتصادي لنا كقوة ..!!
لعل الحاجة لهذا الميثاق الذي ينبثق عن مؤتمرحضرمي عريض لكافة القوى الوطنية والمكونات السياسية والمجتمعية وأصحاب الحل والعقد تعد له الدراسات والتوصيات ونقاط البحث والنقاش وميثاق الشرف للعمل الوطني السياسي ويبلور فيه إتجاهات القادم وشكل العلاقة مع الآخر وتأسيس مرجعية دينية إجتماعية سياسية وطنية توكل لها كل نقاط الخلاف عند الإشتغال وتكون كهيئة محكمة للخلافات البينية التي ربما تحصل لاحقا ويكونوا أعضاء هذا المؤتمر هيئة وطنية دائمة الى حال تشكل نمط الدولة القادمة ..!!
أن النقاش أضحى أكثر واقعية في مطالب المرحلة القادمة ولن يتأتى ذلك إلا من خلال إشراك الجميع في نقاشات مستقبلهم بغض النظر عن مواقفهم المختلفة المتباينة والمتضادة مع كل المكونات أو مع بعضها فالجميع في وطن واحد ولابد منهم أن يؤمنوا بحق التعايش والإختيار في نمط العيش مع إحترام الأغلبية في خيارها دون غبن أو إقصاء.للأقلية ..!!
حضرموت تتطلب مناأن نأتلف وكما تتطلب منا السياسة بكل مشاريعها أن نختلف وبين واجب الإتلاف ونوع الإختلاف أنماط من السلوك والضوابط التي ينبغي مراعاتها وتغليب الواجب للوطن على غيره من دواعي الإختلاف .. الأمر الذي يذهب بنا الى درء مخاطر الهلاك للوطن ونحن معه بالتأكيد وكفاية من خيبات وويلات الماضي الذي لازلنا نتجرع مآسيه وويلاته فهل فقهنا ..؟؟!!
إن حضرموت اليوم نحملها بأيدينا والصقور محلقة في السماء تتربص بخطفها منا ثانية وبأيدينا أيضا المحافظة عليها وحمايتها أو التفريط فيها مرة أخرى - إذا اختلفنا- ولات ساعة ندم...!!