خلاص يكفي.. عدن لا تتحمل

2015-03-18 16:07

 

عدن متسامحة حنونة، جامعة لمتضادات كثيرة، وينصهر عندها كل صلب.. يعيش فيها المتحضر والقروي، والمتعلم والجاهل، والمسلم والمسيحي، والسني والشيعي، ومن كل الأطياف والمذاهب والأديان، وتترك انطباعا عظيما في قلوب وأحاسيس كل هذه الثنائيات سواء من سكن واستقرَّ فيها أو من الذين رحلوا منها.

 

لا خلاف على تفرد عدن وتميزها.. لكن المستغرب والعجيب هو سلوك المنافقين وكيفية نظرهم لعدن وتعاملهم معها.

 

نسمع الآن مثلا في ظل الحالة غير المستقرة لصنعاء خاصة والشمال عامة من يقول: إن على الرئيس هادي أن يعلن صنعاء عاصمة محتلة! وهنا نقول لهم: إذا كانت حركة أنصار الله تنتمي للشمال ومن يقودون هذا المكون وهذه الجماعة هم من أبناء الشمال فلم تعتبرون صنعاء محتلة وعدن غير محتلة، مع علمكم أن عدن كانت عاصمة لدولة؟.

 

ثم نسمع من يقول أيضا: نريد تحويل عدن عاصمة لليمن؟ وهكذا من قبل كان العزف الدائم والقول الذي سئمناه ومللناه هو: نريد رئيسا جنوبيا.. ورئيس حكومة جنوبيا.. ووزير دفاع جنوبيا، وخلاص أبناء الجنوب (أيش يشتوا) الرئيس جنوبي، وباسندوة المسكين (اللي كملتوله دموع عينيه جنوبي)، والآن بعد سيطرة حركة أنصار الله رأينا في بعض محافظات الشمال (الوسطى) من يحمل شعار (وجمهورية عاصمتها عدن) وهكذا كثرت الزندقة والدجل والنفاق وإيراد المسوغات التي تؤهل عدن لأن تكون عاصمة مؤقتة لليمن، بل سمعت صحفياً ومحللاً على شاشة إحدى القنوات يقول: إن صنعاء لا يوجد فيها مخزون مائي، لذلك لا بد من نقل العاصمة إلى عدن بشكل دائم أو حتى تتحرر صنعاء، وبدورنا نقول لكم: قبل صنعاء متى تتحرر عدن؟!.

 

إن كثيراً من القيادات من أبناء الشمال لم يجدوا مأوى حالياً إلا في عدن، وقد ضاقت بهم أرض الشمال، وللأسف منهم بعض وزراء عاشوا طفولتهم في عدن بعد أن هربوا مع ذويهم في الماضي، فلما كبروا واشتدت سواعدهم من هواء وحليب عدن عادوا إلى صنعاء وتفرغوا لشن حرب شعواء على عدن وإيقاف اعتماد جامعتها ومرافقها المختلفة، فلما هوت عروشهم اليوم وخافوا على رقابهم عادوا إلى عدن، بل وأدهى من ذلك أن كثيراً من المغضوب عليهم وممن هم مطلوبون لحركة أنصار الله وهربوا إلى خارج الوطن شدهم الحنين الآن إلى عدن، ولربما قد عاد بعضهم الآن إليها، وهكذا لا تُذكر عدن إلا عند الشدة، ليس حباً فيها لكن للفيد والنهب أو هروباً بجلودهم من أسيادهم لأنهم تربوا على الذل والهوان.

 

وختاما نقول اتقوا الله يا جماعة في عدن واتعظوا، فكل ما يجري لكم هو - ربما - جزء بسيط مما جنته أيديكم على عدن.. اتقوا الله، فعدن لن يطول تسامحها وصبرها، ويكفيها ما عانت، وقد ضاق برها وبحرها، ونحتت جبالها، وعلت قصوركم في حدائقها، ومقابرها وضاقت (أعزكم الله) بياراتها ومجاريها.

 

خلااااااااااااااص خارجونا يا جماعة، ونبقى إخوانا وكل واحد يصلح سيارته.. هرمناااااااا وتعبنا وطفحت نفوسنا، روحوا هناك واعتبروا صنعاء محتلة أو مختلة، يكفي.. خلاص عدن لا تتحمل!.

* الأيام