(4 )
تواصلت الإحتقانات في المشهد السياسي اليمني بين أطرافه مع ازدياد سخونة القضية الجنوبية في ساحاتها وترسخ جذرها الشعبي بشكل قوي حيث هيمنت على كل المشهد الجنوبي برمته رغم اختلاف مكوناته التنظيمية .
وفي موازاة ذلك عمل الجانب الجنوبي في النظام اليمني بشق خطا مختلفا له منسلخا من جلد النظام ومستفيدا مما مارسه من دور في مؤتمر الحوار ومخرجاته بإيجاد اصطفاف جنوبي سياسي جديد يلعب بشكل تناغمي على تناقضات أذرع النظام المختلفة بالموازي مع القوة الجديدة المتمثلة بقضية صعدة وماعرف بعدها بالقضية الحوثية وهي التي برافعة القضية الجنوبية استطاعت بواسطتها كورقة أن تزيل الطرف الخصم المحدد لها في المواجهة والمتسيد على السلطة حينها وبواسطة الطرف السياسي الجنوبي في السلطة الممثل لحالة التوازن بين أطرافها وهم الحوثيون كقوة صاعدة وجدت ضالته للتخلص من الطرف الثاني القوي بالنظام المتمثل في حزب الاصلاح وقواه القبلية والعسكرية وهو ماسعى إليه مستغلا الطرفين الخارجي والداخلي المعارض بقوة توجهاتها وقد كانت عاملا في التخلص منها مع تماهي الطرف الثاني بالنظام بذراعه العسكري القبلي وحزبه المؤتمر الشعبي العام في توجهات هؤلاء لكننا نرى ان تشظيات الساحة اليمنية رافقها تصاعد غير مسبوق في القضية الجنوبية الذي خرجت عن نطاقها المحلي الى الإقليمي والدولي وبدأت تناقش بصوت مسموع الأمر الذي جعل كل الأطراف في الصراع التعجيل بحسم المعركة لصالحها والإنقلاب على السلطة بصنعاء من قبل اللجان الشعبية الحوثية وطرد الطرف الاصلاحي القبلي العسكري بعد خطوات السيطرة على عمران وتحييد الجيش وإنهاء الطرف الثاني القوي للنظام وابقاء اليمن تعيش حالة من التخبط انتهت بإعطائها مسكن دولي من خلال اتفاقيةماعرف بالسلم والشراكة كإستراحة محارب تعطى للحوثييين بالتزامن مع تسخين الساحة الجنوبية وقد بدت كورقة لازالت تضبط إيقاع الأحداث من خلال الطرف الجنوبي عندهم وهو ماسهل للقوة الجديدة القادمة من صعدة لتفكيك النظام القديم والإنقضاض عليه .
عاد الطرف الاول المستبعد من الحكم الى الواجهة من جديد بعد التحالف الوقتي مع القوة( الصعداوية ) الجديدة التي حاولت الاستفادة من قوة وخبرة هذا الطرف وقد استطاعت بهذه العلاقة ان تثبت جذورها على الأرض لكن تبقى الورقة الخطرة ( القضية الجنوبية)هي اللاعب الجذري الذي سوف تؤثر في مجريات السيطرة على الأمور وادارتها
* يتبع...