فالتافهون لا يصنعون سياسة الحركة، انما هم متبرعون بتفاهتم ويعيشون على الهامش فيها ولذا لا تجد أحداً منهم عضواً في المجلس السياسي، لأنهم لا يشرفون الحركة، ولهذا لا أرد على أحد منهم، وما يهمني في حركة أنصار الله هو جمهورها العريض الصادق والمؤمن والطيب والبسيط الذي اكن له كل الاحترام، ومثقفيها المتزنين وكوادرها القيادية الصادقة والمخلصة في تأدية واجباتهم وأغلبهم غير معروفين للعامة، اضافة الى السيد عبدالملك الحوثي الذي أكن له كل الاحترام، ويكن لي كل الاحترام كذلك، ويستقبلني كلما زرت صعدة، اناقشه واحاوره، شخص يجيد الاستماع ويقبل النصح، ويرد عليك الحجة بالحجة، ودود وصاحب خلق عالي وقائد سياسي محنك، لقد عرفت عبدالملك الحوثي عن قرب كما عرفته أنت، وأفطرت معه كما افطرت أنا معه، وقابلناه لساعات، وعرفنا عبدالملك الإنسان، نختلف أو نتفق حول قناعاته الدينية لكنه يضل شخصية سياسية يمنية وطنية مميزة وقوية وقادره على مخاطبة الجماهير وحشدهم.
التافهون لا يملكون ثقافة لكي يقدمونها، ولا يملكون أفكاراً أو نصائح أو منطق، كل ما يملكونه هو تفاهتهم يعرضونها ويزايدون بها على الخصوم والأحباب في صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، فهي ضمارهم الوحيد، لكي يصبح لهم اسماء معروفة.
ولو كانت الحركة معتمدة على تفاهتهم ما خرجت من جبال مران، ولو اعتمد الحوثي على أفكارهم لكان نسخة أخرى من خالد الآنسي، لكنه غيرهم تماماً، صقلته التجربة والحروب وجثامين أهله وذويه وأنصاره الذين سحقتهم الحروب الست، وكما لدى الإخوان المسلمين "كعبول" لدى أنصار الله "كعابيل" كُثر، فلا تكترث لهم يا صديقي ولا تذكرهم بالاسم فانت ترفع من شأنهم.
أخي محمد:
أي حركة سياسية لا يمكن أن تتطور الا بالنقد البناء والموضوعي، دون تحريض مناطقي أو مذهبي أو سلالي، وهذا ما أقوم به أنا وأنت وسامي غالب ونبيل الصوفي وعبدالكريم الرازحي ومصطفى النعمان وماجد المذحجي وغيرنا الكثيرين من الذين لا يحقدون على الحركة، فهم واقع وطني يجب أن نتعامل معه ونسعى لإصلاحه، ولعلمك أن عبدالملك الحوثي يأخذ نقدنا على محمل الجد لأنه يشعر أنه نابع من محبين لا من أعداء، وأن هدفه اصلاح الحركة لا القضاء عليها، لذلك تجده يصغي لنا، ويستمع لنصائحنا –ونصائح غيرنا- التي يقتنع بها، وألمس ذلك في التوجيهات التي يصدرها، لذلك تطور وطور الحركة الى أن أصبحت على ما هي عليه مع الكثير من الملاحظات التي لا نزال نبديها حولها.
أخي محمد:
لا تحدثني عن فلان أو عن علان من النسخة المطورة لتافهين الإخوان، لكن حدثني عن صالح هبرة وصالح الصماد ويحي قاسم أبو عواضة وحسين العزي وعبدالواحد أبو راس ويوسف الفيشي ومحمد القبلي وفيصل حيدر وعبدالملك العجري وحسن الصعدي وخالد المداني وزكريا الشامي ومحمود الجنيد ومحمد البخيتي وضيف الله الشامي –والمعذرة مِن مَن لم استحضر أسمائهم- وغيرهم العشرات الذين لا أرغب في تعميم أسمائهم عبر وسائل الاعلام.
لا تحدثني عن من يشهرون لسان البذائة في الفيس بوك، وحدثني عن من يشهرون سيوف الوغى في المعارك، لا تحدثني عن القابعين خلف الشاشات وحدثني عن رجال الشاصات، هؤلاء من صنع الحركة، ونرغب في أن نجرهم الى السياسة والحوار بعد أن جرهم صالح ومحسن والإخوان الى الحرب والغلبة وأصبحت جزء من شخصيتهم.
سنواصل أنا وأنت وغيرنا نقدنا لأي سلوك خاطئ يتم ممارسة من المحسوبين على الحركة، وكما انتقدنا من قبلهم سننتقدهم، فهم بحاجة الى ممارستنا لذلك الدور أكثر من حاجتهم الى من تحدثت عنهم، واليمن بحاجة الى أن نمارس ذلك الدور أنا وأنت تحديداً لنخفف من الاستقطاب المناطقي والمذهبي والطائفي، ونرجع المعركة الى مربع السياسة قبل أن تجرنا معها الى مربع الفتن المذهبية والمناطقية.
أخي محمد:
لقد انتميتُ للحركة في أضعف مراحلها، وخرجتُ منها وهي في أوج قوتها، وفي لحظة الحصاد، لأني علي البخيتي الذي لا يقبل الا أن يكون شريكاً مهما كانت اغراءات المناصب والجاه والسلطة، والتافهون عكس كل ذلك تماماً.
تحياتي لك أيها الحر الشامخ شموخ الجبال.