يزدحم السابع والعشرين من ديسمبر بالذكرى الأولى لمجزره سناح البربريه التي ارتكبتها قوات الاحتلال دون مراعاة لأبسط القيم الاخلاقيه والدينيه والرسالات السماويه التي تحرم قتل النفس المعصومه ، وضاربه عرض الحائط بكل القوانين والمواثيق الإنسانية والدولية .. جريمة بشعه احالت نهار سناح إلى ليل ، وسال الدم شلال يروي تراب سناح ويستنزف امنها وحياة رجالها ويغتال براءة اطفالها وينتهك حُرمه نسائها ، بطريقه اكدت على همجية الاحتلال وعنصريته وحقده الدفين على ابناء الجنوب الاحرار الرافضين لصكوك الذل والهوان
مجزره سناح كُتبت بمداد من الدماء الزكيه والارواح الطاهره والأنفس البريئه ، فـ اعلنوا صـور الجريمة في أرجاء الكون ، واعيدوا نشرها في جميع الوسائل الإعلامية ، حتى يدرك العالم ان الاجرام قد استفحل واكتمل نموه على كامل الارض الجنوبيه .. جرائم ستظل عالقه في الذاكره الجنوبيه لا يمكن لها أن تختفي او تنسى ، بعد ان غـدت العصـب والشريان والرئة التي تتنفس منها القوات العسكريه لنظام الاحتلال ، وتمارس من خلالها ابـشع الجرائم ، تستبيح فيها الحجر والشجر والبشر وكل القيم الانسانية على تراب الجنـوب ، وهي مطمئنه انه لن ينالها غـضب المدعين السهر على آمن ودم الإنسان ، ولن ينالها عـقاب أرباب النعمه ، ولا جنوبيي صنعاء المجبرين على التعامل مع النظام .. بل الجميع سيبادلونها العطف ويمنحوها القداسه ، ويلبسوها هاله من الأباطيل والزيف والخداع ، سيلبسون الباطل لباس الحق وسيظهرون الحق بأنه باطل صـريح .. وسوف يعملون على اخفاء الجريمه وطمس معالمها ومنع التحقيق فيها ، حتى لايراها المواطن الا بعيونهم وعـيون المتعطشين لسفك دماء الشعب الجنوبي وإذلاله ... ولـما لااااا ، وسيـد القوم لايسمع ولايرى ، ومستعد لتقديم التنازلات المتتالية ، وتقديم أشلاء ابناء وطنه قرابين على عتبات مذابح القتله والمجرمين , مقابل كسب رضاهم وسخائهم في اطالة عمره والبقاء على كرسيه الزائف ..
مجزره سنـاح ومن عمق الجراح ، رسمت في حينها خارطه اكدت على ان كـف الحـق تستطيع بالتلاحم والوحده الوطنيه وليس بالشعارات العبثيه ، أن ترد رصاصات البغي وتُلجم جيوش العدوان .. ولكن بعد مرور عام على هذه المجزره البشعه اثبتت الوقائع ان هناك شيئاً ما ينقص المسيرة النضالية والثوريه للحراك السلمي ، يمنح بصورة مباشره وغير مباشره الحجج والمبررات لصانع الجريمه ، وأن العثرات المتتالية والاختلافات المتزايدة والانشقاقات والتشظيات ، إنما هي وليدة فقدان عنصـر من أهم عناصر صــد العدوان . ألا وهو " الاتـــفـــاق والتـوافـق " الذي لم يتسم به النضال التحرري لشعب يملك قضيه عادله في وجه عدو محتل يتـوزع في كل بقاع الأرض الجنوبيه
ان سطوة وبشاعه مجزره سناح أشد هول من الحديث عنها ولـومُ مـُرتكبيها ، فـ الحديث عنها لن يعيد الضحايا ، ولن يداوي جراح اليتامى والارامل والثكالى والمكلومين .. ولـوّم قوات ونظام الاحتلال الفاجر على هذه المأساة لن يفيد ، لانه لم يصنع من الجرائم الموبقات إلا ما كان يُنتظَر منه أن يصـنع .. وسأستعير من إبليس كلمة حق أنطقه الله بها يوم الحساب : "لا تلوموني ولوموا أنفسكم " .. لوموا أنفسكم لو كنتم تعقلون !
توحـدوا .. قلتها همساً ، وقالها غيري استعطافاًّ ، وصرخ بها البعض استنهاظاً للهمم .. وطالب بها الشعـب حرصاً على انتصار ثورته ، فلم يُجْـدِ شيء من ذلك ، ولم يبقَ إلا أن اقولها بأعلى الأصـوات وبأوضح الكلمات : ليس نظام الاحتلال المجرم هو من نلوّم ، إنما نلوّم قـادة ومسؤلين وابناء واخـوة لنا ، كان يسعهم أن يفكّوا عن الشعب الجنوبي ظلم الأحتلال ويعجلوا بالنصـر ، لو صدقوا النية ، وعملوا بأخلاص ورصوا الصفوف وتجردوا من الماضي وتبعاته .. ولكن ثقتهم ببعض انعدمت ، وقلوبهم ماتت ، أماتها الخلاف على الـفروع والتنازع على المكاسب والمصالح والمنافع والمناصب .
لن أظلم أحداً ولن أسمّي شخصاً بعينه ولا جماعة ولامكون ، لان الواقع المرير الجميع يتحمل مسؤليته ، والوضـع في الجنوب اليوم يحتاج من جـميع الشرفاء والغيورين على الجنوب وقضيته ودماء شهدائه ، الى وقفة صدق يزيلوا عن أنفسهم الغشاوة وركام الارتهان والتبعيه ، ويدركوا جيداً ان الاحتلال لن يزول ، وحق الشعب في العيش بكرامة فوق أرضه لن يتحقق ، الا متى ما قويت شوكة " الاتـفــاق والوحده واللحمه الوطنيه " .. ولن تقوى شوكة الاتفاق والوحده واللحمه الوطنيه الا متى ما تم استبعاد الذين اعتلوا ظهـر الثوره وحراكها السلمي واستلموا دفة القيادة وراحـوا يتبجحون بهجاء النظام الذي عاشوا في كنفه وتغـنوا بأمجاده زمنا طويلاً ، وعلينا ان نوقن ان هناك فرق بين من أسلمـــوا من قبل الفــتح ومن أسلمـــوا من بعــد .
التحية لأرواح الشهداء الأبرار
الشفاء للجرحى الأطهار .. الحرية للأسرى الأبطال
SHEFAA
27 \ 12 \ 2014