2015 عامٌ للفساد

2015-01-03 07:27

 

أعلنت الحكومة اليمنية المؤقتة مرتين، على لسان رئيسها, أن يكون العام الحالي عاماً للتعليم..الأولى: عند تكريم وزارة التربية لأوائل الشهادتين في الرابع والعشرين من شهر نوفمبر الماضي, والثانية بعد خمسة أسابيع فقط من ذلك التاريخ, وفي كلمة توجيهية بمناسبة تدشين  العام الجديد عاما للتعليم في اليمن ..

كيف يكون ذلك؟؟ لا ندري!! لكن الذي ندري به ونعلمه يقيناً, أن التعليم الأساسي قد حظي بإستراتيجية كبرى على مدى أكثر من عشر سنوات, وقد انتقلت هذه الاستراتيجية الآن إلى التعليم الثانوي, ما نتيجة كل ذلك ذلك؟؟ صفر على الشمال, وكلنا يعلم حال التعليم, و ما آلَت إليه أوضاعه..

التعليم لا يحتاج إلى استراتيجيات, ولا إلى شعارات براقة ترفع, بأن يكون العام كله للتعليم, فتنفق ميزانية كبرى على دورات و ورش وندوات, تذهب أوراقها المكتبية أدراج الرياح.. بينما تذهب أوراقها النقدية إلى جيوب الباشاوات والبهوات..

 التعليم أيها السادة لا يحتاج إلى كل ذلك.. بل يحتاج إلى نيات صادقة في انتشال واقع التعليم, والارتقاء به إلى مراتب أعلى وأفضل.. أما الإعلان عن عام للتعليم الآن, فهو هروب وما بعده هروب من ملفات شائكة, ذات صلة وارتباط بالمواطن العادي, لأن نتائجها تنعكس عليه مباشرة, ويشعر بمدى تحسنها أو سوئها دون حاجة إلى شعارات أو خطابات أو بهرجة إعلامية, ويستطيع الحكم على نجاحها أو فشلها بنفسه,  ويعتبر الملف الاقتصادي في مقدمتها, ثم يليه الملف الأمني..

 كان يجب أن يكون هذا العام عاما لمحاربة الفقر والجوع والبطالة, أو عاما لتحقيق الأمن ونشره في ربوع البلاد ولو في حدود المقبول والمعقول..

و الحكومة تدرك تماما, أن هذين الملفين حقولهما واسعة و مكشوفة, أما ثمارهما فسوف تصل إلى القاصي والداني في طول البلاد وعرضها.. كما أنها ستكون وجهاً لوجه أمام مصالح المتنفذين وعصاباتهم.

لهذا فرت الحكومة مذعورة منهما إلى ملف جداره أقصر وريعه أكبر.. تحت شعار ظاهره فيه الرحمة و باطنه يخفي الشيء الكثير والكثير.. وكثير من الكلمات الجميلة الطنانة الرنانة, الدالة على الخير والحق , ولكن يراد بها الشر والباطل..

فجميل أن تكون أعوامنا كلها للتعليم, لكن الأجمل منه في الظروف الراهنة, أن ينعم الناس بحياة معيشية حسنة, وظروف يسودها الأمن والأمان ولو بنسبة ضئيلة.. أما الحديث عن التعليم الآن , فكمن يعشم جائعا بلبس أفخر الثياب..

 لهذا سيكون عام2015  عاماً للفساد , إما فساد الحكومة تحت ستار التعليم, وإما القضاء على الفساد ذاته, ذلك الفساد  الذي يعشعش في أروقة الوزارات, ويلتهم الأخضر واليابس.. وأنى يستطيعون .........؟؟!!