رجل الاستقلال الأول – شيخان بن عبدالله الحبشي

2014-12-22 15:27

 

أن التافهين و المبخوصين يجدون تحديا سافرا من النبلاء و اللامعين و الجهابذة .

 

اذا كان الأخرون يفتخرون بأن لهم هامة وطنية دخلوا التاريخ من أبوابه ، فنحن شعب الجنوب العربي نفتخر بأن لنا هامة وطنية و أبو الأحرار ذو الهامة الوطنية والسياسية الأمين العام / لرابطة أبناء الجنوب العربي السيد / شيخان عبدالله الحبشي .

 

الذي وقف على منصة الأمم المتحدة عام 1959م لمخاطبة لجنة تصفية الاستعمار المنبثقة عن الجمعية العامة ويعتبر أول رجل عربي ( حضرمي جنوبي من أبناء الجنوب ) يقف شامخا ليطرح قضية شعب الجنوب في حق تقرير المصير ، هل سيعود التاريخ نفسه اليوم ؟

 

” من هو شيخان الحبشي :- شيخان عبدالله الحبشي من مواليد إندونيسيا

 

عام 1921م من أصول حضرمية عاش في المهجر ، درس في المدارس العربية الإسلامية بإندونيسيا ثم درس الثانوية والجامعة بالعاصمة العراقية ( بغداد ) اذا راجعت حلقات هجرة الحضارم لشرق أسيا ( للكاتب ) فستجده أول محامي حضرمي جنوبي على مستوى الجزيرة والخليج العربي ،حيث تخرج من جامعة بغداد محاميا عام 1945م جاء إلى عدن ، وتميز بتعدد مواهبه فهو كاتب وصحفي كبير ورسام وسياسي من طراز رفيع ، أسس مع صديقيه أحمد عمر بلفقيه و محمد باوزير صحيفة ( الجنوب العربي ) بعدن لمدة عشر سنوات ، كتب عمود صحفي باسم مستعار ( أبن الجنوب ) أصبح مكتبه للمحاماة مزار لمثقفي عدن وكتابة وسياسية ، وفي عام 1950م تم إشهار حزب رابطة أبناء الجنوب في مكتبه ، وتم الحصول على الترخيص للحزب عام 1951م ، وكان هو أول المعارضين للإنجليز والسلطان اليافعي العفيفي والسلطان العبدلي ، لأن الرابطة تدعوا إلى اتحاد الجنوب العربي بعد استقلاله والمجلس العمالي يدعوا إلى اتحاد مع أئمة اليمن تحت مسمى ( اتحاد اليمن الكبرى ) كما هو حاصل اليوم داخل الحراك السلمي الجنوبي للتحرير والاستقلال ، من يدعوا لفك الارتباط وإعادة الدولة ما قبل عام 90م ومن يدعوا للهوية الجنوبية ( اتحاد الجنوب العربي ) هنا يأتي الخلاف والتباين للصراع ، فعندما عمت عدن مظاهرات عديدة و أعمال شغب كثيرة قررت بريطانيا طرد الأستاذ / شيخان الحبشي من عدن فأتجه إلى القاهرة وذلك في عام 1958م ، فأسس في إذاعة صوت العرب المصرية ركن الجنوب العربي ، عاش ما يقارب من خمسين عاما متشردا بين القاهرة وجدة وبيروت وبغداد عاد إلى عدن عام 1994م قبل حرب صيف 94م وغادرها ليلة انفجارها زار حضرموت والمكلا لأيام قليلة ، مات في جدة عام 1995م دفن جسده وزهقت روحة ، ولكن أعماله وفكره ظلت باقية وظل أسمة أسطورة في عقول أبناء الجنوب وفي كتب التاريخ للأجيال

 

” رجل الاستقلال الأول :- حقيقة تاريخية يعتبر شيخان عبدالله الحبشي رجل الاستقلال الأول للجنوب العربي وصاحب مشروع ومهندس مشروع اتحاد الجنوب العربي بدون منافسة للأمانة التاريخية ،فعندما حضر للأمم المتحدة ووقف على منبرها عام 1959م ظن أنها ستمنحه الاستقلال وكان الاعتقاد أنداك أن الأمم المتحدة تستطيع أن تفعل شيء غير أنها لم تكن قد أصدرت قرار منح الاستقلال حسب الإعلان العالمي لحق تقرير مصير الشعوب الدارجة تحت نيران الاستعمار رقم ( 14) لعام 1960م حتى جاءت قرارات منح الجمعية العامة المتحدة الصادرة في 11 ديسمبر عام 1963م باستقلال الجنوب .

 

مساندته لثورة اليمن :- قدم الدعم اللازم لثورة 48م في اليمن ثم عاد إلى حضرموت بعد فشل الثورة وقمعها من قبل الأمام وكان مساند لثورة 26 سبتمبر 62م بحكم علاقته برجالاتها مثل النعمان والزبيري ، وكانوا يحملون مشروع سياسي هو أسقاط النظام الأمامي في اليمن ولا يدعون للوحدة اليمنية باختلاف الأخرين من أبناء المناطق الوسطى ( اليمن ) والذين يطرحون ضم عدن والمحميات الجنوبية في اتحاد مع اليمن ( اتحاد اليمن الكبرى ) بعد فشل مشروع الاتحاد بخلاف السياسي شيخان الحبشي الذي يحمل مشروع وطني من باب المندب إلى المهرة تحت مسمى اتحاد الجنوب العربي ، علما بأن اكثر المناضلين لحركة القوميين العرب والماركسيين ( اليساريين ) وبعض من الفصائل العمل الثوري كانوا أعضاء في رابطة أبناء الجنوب مثل الرئيس الراحل قحطان الشعبي وسالم ربيع علي ( سالمين )والمفكر السياسي اليساري عبدالله باذيب و أخرين قبل انتقالهم إلى مكونات سياسية أخرى لو ترجمة أعمال المناضل الفقيد شيخان الحبشي بعد مماته إلى اللغات الأجنبية لأعتبر الحبشي رجل أسطورة وشخصية عالمية ، ولم ينصف لهذا المناضل العربي العالمي إلى الأن ، ولم يعطى له حقه في تاريخ الاستقلال الأول للجنوب ، والواقع الحالي يتكرر ويتجدد المشهد السياسي بنفس الصراع السابق بسبب عدم قبول الأخر و أقصاء الأخرين وعدم قبولهم والوقوف ضد مشاريعهم بقوة مشروع الهوية الجنوبية اتحاد الجنوب العربي وقتله في المهد حلم ناضل و ناضلت أجيال وهندسة الفقيد المناضل شيخان الحبشي ، وفرض روية الحزب الواحد بإعادة الدولة السابقة ( النظام السابق ) تحت مسمى فك الارتباط وإعادة الدولة ما قبل عام 90م .

 

لقد مات شيخان في المنفى وكما سيموت أخرون بنفس الطريقة ، ونسى الأخرون تاريخه النضالي وطمس عمدا ، بسبب عدم قبول الرأي والأقصاء المتعمد ولا تعرف أجيال شيء عن تاريخه النضالي و أحلال أخرين مكانه لا لهم بالنضال الوطني التحرري في الجنوب ، كما هو حاصل اليوم داخل الحراك الجنوبي وشن حملة شرسة وتشويه وطمس نضال زعيم الثورية التحررية القائد ( حسن احمد باعوم ) وفرض عناصر بالأمس كانت في أحضان سلطة الاحتلال وشريكة في الحكم معه وانتمائها الحزبي للأحزاب اليمنية ، وتختلف مشاريعها مع نضال شعب الجنوب التحرري ، أن القرارات الأممية الظالمة لا يمكن تكسر أرادت شعب الجنوب ولا يمكن تعطى المشروعية للاحتلال اليمني و لا يمكن يستمر التجاهل الإعلامي والإقليمي والدولي لقضية شعب الجنوب ولا يستطيع الاحتلال أو شركائه من الأحزاب اليمنية طمس هويته مدام الشعب فارض نفسه على الأرض في كل الساحات ولأبد أن يرجع الجنوب وتعود له الهوية ويعود لأصحابه ، رحم الله شيخان الحبشي الرجل الصادق النبيل الذي أنتزع من أصدقاءه ومن أعدائه أعظم الأعجاب وأصدق الحب في التاريخ الحديث المعاصر . .