عندما نتأمل واقعنا الحضرمي ــ ماضيه وحاضره ــ نجد أن فرقاً كبيراً بين العصرين, و أننا نسير مهرولين , و لكن إلى الوراء .
فهل انتهى عصر النجوم ( بالجيم ) و حل عصر النيوم ( بالياء )؟! هل تصحرنا في فصل الربيع , و أفلت نجومنا قبل أن تتخلق , و يُكتب على جبينها شيء؟ أو أن علاقةً ما, بين هذا وذاك , وبين جفاف المعايين وانخفاض منسوب المياه ؟
لن نقول : هل عقمت النساء , أو استخدمن الموانع و لم ينجبن مثل فلان أو فلان ؟ لكننا نقول : ما زالت الأرض حبلى ببراعم لم تساعدها سوء الأحوال الجوية على التفتح, وبشتلات لم تغرسها يد خبيرة عاشقة , و أنها سحابة صيف , سوف تنقشع و تكشف عن سماء تدب فيها النجوم , لتبدد ظلاماً كان قد بسط نفوذه و أحكم قبضته على كل منافذ النور و الحياة .
نحن نقول: هذا الذي سوف يحدث يوماً ما.. و لكي يحدث , لا نريد زلزالاً مدمراً يغير الخرائط و التضاريس , بل نيات صادقة, و أمنيات مخلصة لشفاء المريض ــ أولاً ــ ثم ننتقل من سياسة الهمس و التشفير و العلاج بعمليات التجميل و شد الجلد و المضادات الحيوية , إلى الجهر و الوضوح واللعب فوق الطاولة كما يقولون , ثم نقل المريض إلى طبيب مختص يجري له الفحوص المخبرية و السريرية .. وبعدها يشخص الداء ليقرر له الدواء .
عندها يتماثل للشفاء , و ينجب البراعم و النجوم , دون الحاجة إلى رحم بديل أو عملية قيصرية أو إلى أطفال أنابيب أو ما شابه ذلك.
فلماذا حين تغادر النجوم أوطانها إلى دول عربية أو غربية تضيء وتلمع , و لو بقيت لشاخت وهرمت وماتت... فالطالبة الحضرمية فاطمة محسن العمودي(اثنا عشر عاماً) استقبلها الرئيس الفرنسي في قصر الإليزيه؛ لتفوقها الدراسي, ولو كانت بيننا لما استقبلها رئيس ولا وزير.. وطالب الدكتوراة سالم عبدالله بن سعدون الصيعري يكرم من قبل ملك ماليزيا وسلطان بروناي.. و المهندس سالم محمد جبر وأخوه عبدالله محمد جبر نالا كل التقدير والتكريم من جامعة وندسور الكندية بما حققاه من إنجاز علمي كبير .
ونجوم عديدة أكانت في مجال العلم أم الفن أم الرياضة... لو بقيت بيننا لكان مصيرها مصير آلاف النجوم و المواهب, أن تشيخ وتهرم و تشتعل رؤوسها شيباً , ثم تموت قبل الأربعين !! فأين يكمن الخلل؟؟