الاحتقان بلغ الحلقوم

2014-10-28 08:44

 

لتجنب الصوملة وإنفجار الاحتقان في الجنوب أنصح الأخوة الجنوبيين في جميع السلطات داخل الجنوب بدء من منصب محافظ ومسؤول أمني عدم الاحتكاك لا بالحراك السلمي في المحافظات ولا بخيام المعتصمين السلميين في عدن .. فإن فعلتم فإنكم تتحملون عواقب انفجار الاحتقان طالما والناس تعبر عن رفضها للوحدة التي انتم أيضا تقرون وفي قرارة أنفسكم انها انتهت .. فاتركوهم يعبرون عن طموحكم السياسي طالما يجري ذلك بشكل هادئ ولا يتخلله عنف .. بل أؤيد خطوة انضمام رجال أمن من أبناء عدن الى ساحة الاعتصام بخورمكسر ليسهموا مع بقية النشطاء في الحفاظ على أمن الساحة من أي خروقات .

 

كما أنصح أعيان ووجهاء الشمال الذين يعتزمون التجمع في صنعاء يوم الأربعاء لمقابلة عبدالملك الحوثي في اجتماع يشارك فيه من مران في صعدة عبر الشاشات التلفزيونية ، أن يتوافقوا على آلية لإجراء استفتاء في الجنوب وبشكل عاجل يقرر فيها شعب الجنوب على بقاءه في الوحدة .. وأتمنى وهم يجتمعون أن يسترجعوا صمود أبناء صعدة في حروبهم الست ضد نظام علي عبدالله صالح ، أن الجنوبيين دفعوا ثمنا لرفضهم كل أساليب فرض الوحدة بالقوة اما بالقتل وسقوط الآلاف منهم شهداء وجرحى ، وأما بالتشريد خارج الجنوب أو التسريح القسري عن العمل .

 

عليهم أن يسترجعوا حالات الذل والقهر والإهانة التي عانى منها الجنوبيين خلال العشرين سنة الماضية لرفضهم كل الأساليب لتركيعهم وإبقاء وحدة انتهت ليس بالغدر والخيانة والإذلال ، بل با الإقصاء والتهميش والسلب والنهب والتجهيل والطمس المتعمد للهوية.

 

وكما فرضتم واقعا بالقوة في الشمال لبناء مستقبل انتم ترغبون به وترسمون ملامحه .. فتذكروا أن الجنوبيين فرضوا أيضا واقعا على الأرض وبادوات سلمية وباروح لا تقل طهارة وشجاعة من أرواح شهداء حروب صعدة الست .. فلهذا وانتم تجتمعون لتقرروا المستقبل أن تضعوا في الحسبان أن الجنوبيين قد حسموا أمرهم ولا رجعة عن هدفهم في استعادة دولتهم بطرق سلمية مهما طال الزمن أو قصر ، وأنا على ثقة من حكمة المجتمعين ويقينهم بأن الظلم الذي رفضوه على أنفسهم لن يمارسوه على غيرهم في الجنوب وأبناءه ، فلهذا أتمنى عليهم قرأة المبادرة التي تقدمت بها إلى فخامة رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي قبل يومين والتي ستوزع لكم عبر أحد الإخوة الحاضرين معكم والذي تدارست معه أفكارها ، واتمنى دراستها بعناية خاصة في شقها الثاني أن أرادتم مستقبل أمن للشمال والجنوب على حد سوا .. فلتتجلى الحكمة اليمانية وليرتفع صوت العقل لأول مرة لنعيش أحباء واخوة في بلدين على أن نعيش شعبين متناحرين في بلد واحد .. ولنبدأ صفحة جديدة يبني فيها الشعبين في البلدين احلامهما التي دمرت على مدى عقود طويلة من التناحر .. لأن الاحتقان في الجنوب وربي قد بلغ الحلقوم .