شعب منكوب وقيادات متخبطة

2014-10-23 13:15

 

قبل يومين قال المهندس حيدر ابوبكر العطاس لقناة العربية بانه يريد اجراء استفتاء جنوبي من جانب واحد ويقدم الجنوبيين نتائجه إلى الأمم المتحدة .. الأستاذ عبدالرحمن الجفري رئيس رابطة أبناء اليمن - عفوا - أبناء الحنوب العربي قال أمس لقناة روسيا اليوم بأن الجنوبيين سيعلنوا فك الإرتباط من جانب واحد .. الأستاذ علي سالم البيض أعلن في بيان إلى الأمم المتحدة قبل عدة أيام انه يطالب باستفتاء في الجنوب على الوحدة وفي ساحة الحرية بخورمكسر يقول أنصاره انه لا رجعة على التحرير والاستقلال .. وأخيرا المناضل حسن احمد يطالب بالتحرير والاستقلال .

 

أربعة قادة جنوبيين كل واحد قرر الخيار الذي يناسبه للخلاص من الوحدة .. وكل الخيارات الأربعة متناقضة وغير مسؤولة.

 

إذا كان يحق للشعوب أن تعمل استفتاء بدون العودة وموافقة المنظمات الدولية والأمم المتحدة حسب دعوة الااستاذ حيدر العطاس لكان إقليم كتالونيا في اسبانيا أقدم على ذلك وحصل على دولته التي ترفض اسبانيا للاقليم هذا الحق .. كيف سيفصل الجفري الجنوب من جانب واحد وهو مقيم بالخارج ، ومن سيثبت ذلك على الأرض ووفق اية ألية ؟

 

إذا كانت الكهرباء والاتصالات والعملة والطيران ومرتبات العمال مرتبطة بصنعاء فمن سيتحمل تعويض أي إجراءات تقوم بها صنعاء ضد خطوة كهذه من جانب واحد في الجنوب .. الأستاذ علي البيض لم يوضح حتى عبر قناة عدن لايف عن الخطوات التي قام بها في المحافل الدولية ودفعته الى طرح مثل هذا المشروع للاستفتاء يناقض ما يردده أنصاره من شعارات تدعو إلى التحرير .. الأستاذ حسن باعوم يطرح خيار التحرير والاستقلال دون يوضح آلية الوصول إلى التحرير وأدواته التي من خلالها لابد من استخدام العنف لتحرير الجنوب من الوحدة بالقوة ؟ .

 

للأسف كل هذه المشاريع المتناقضة تطرح من قبل قيادات تريد العودة للحكم بهذا التسطيح في طرح المخارج على شعب يثوق للحرية واستعادة دولته التي كان هؤلاء سببا في ضياعها ..

 

مازلت أصر أن من كان جزء من المشكلة يستحيل أن يكونوا جزء من الحل .. وعلى الساحة أن تفرز قيادة بديلة تعمل بتكاتف وتلبي للشعب طموحاته بعيدا عن تخبط من نكبوا به في وحدة غير متكافئة .

 

ولهذا اقترح اولا ظهور وجوه جديدة تتحمل مسؤولية القيادة وتأخذ شرعيتها من الساحة التي يراقبها العالم ، وتجلس هذه القيادة وتتفق على الخيار الأفضل والمقبول إقليميا ودوليا .. وفي اعتقادي أن تتمسك بحق الجنوبيين في تقرير مصيرهم عبر استفتاء دولي تنظمه الأمم المتحدة وهو خيار يصعب رفضه.