في عام 1990 كان الجنوبيين هم أصحاب الوحدة والتواقين لها ويستحيل أن يقف أحد في طريقهم لتحقيقها حينذاك .. وكان الشمال رافضا للوحدة ، بل جرى التحريض لرفضها لدواعي شرعية وتضليل متعمد من أن الجنوبيين ملاحدة وشيوعيين .
اليوم وبعد 24 عاما فقط يستحيل أن تجد جنوبي واحد يريد البقاء في الوحدة بوضعها الحالي أو حتى أن وعدوا باصلاحها .. في الوقت الذي من الصعب أن تجد اليوم شمالي واحد يقبل بانفصال الجنوب رغم رفضه للوحدة عند قيامها .. بمعنى الجنوبيين عندما يقرروا مستقبلهم السياسي يستحيل على أي قوة الوقوف أمامها .. والشماليين عليهم معرفة هذه الحقيقة بمن فيهم الحكام الجدد القادمين من صعدة إلى صنعاء ، وأن لا يراهنوا على التلويح بسياسة الجزرة والعصا كما يعتقدون .
باختصار شديد وهذه رسالة لكل قادة الشمال سابقين أو لاحقين .. ان قرار الوحدة كان جنوبيا بإمتياز .. وان قرار استعادة الدولة الجنوبية سيبقى قرارا جنوبيا وبامتياز .. والأيام ستثبت أن الجنوبيين الذين سلموا دولتهم لمن لم يرعاها .. هم القادرين على استعادتها ممن لا يستحقها وشعبه العظيم.