هل انتصرنا على حميد وعلي محسن الأحمر ام انتصرت قيمنا التي تكلمنا عنها؟ هل انتصرنا على حزب الاصلاح أم انتصرت دعوة الشراكة التي طالما رددناها؟ هل انتصرنا على الدولة أم انتصرنا لها؟ هل خصومتنا مع مؤسسات الدولة أم مع العصابة التي كانت تصادرها؟.
ببساطة ما حصل حتى الآن هو دورة من دورات الصراع, انتصر أحد الأطراف عسكرياً, وتعامُلنا على أساس الانتصار العسكري فقط سيكون دافعاً للطرف الآخر ولكل من يشعر بظلم أو غُبن أن يجمعوا صفوفهم ويوحدوا كلمتهم التي فرقتها السلطة والمصلحة ويعدوا لمعركة قادمة قد تكون بعد سنوات أو عقود, وبالتالي تستمر دورة الصراع ونعود الى نقطة الصفر.
لكي تكون هذه آخر الحروب يجب أن ننتقل من لغة الانتصار العسكري الى لغة الانتصار القيمي والأخلاقي, فنحن لم ننتصر على علي محسن وحميد كأشخاص بل انتصرت القيم التي نادينا بها, لم ننتصر على الإصلاح كحزب بل انتصرت دعوتنا للشراكة ونبذنا للاقصاء, لم ننتصر على مؤسسات الدولة بل انتصرنا لها لنعيد ترميمها.
اذا لم نُقدم خطاباً اخلاقياً وقيمياً أفضل من الخطاب الذي قدمه من قبلنا واذا لم نقبل بشراكة الجميع بما فيهم الطرف الذي هُزم جناحه العسكري واذا لم نعيد لمؤسسات الدولة هيبتها فانتصارنا العسكري سيتحول الى هزيمة اخلاقية لأن خطابنا الذي تحدثنا عنه قبل المعركة كان مجرد وسيلة لجمع الناس حولنا.
لننسى الماضي ونسعى لاصلاح ذات البين بيننا جميعاً كيمنيين, ونؤسس لشراكة جديدة مع الجميع بما فيهم الجناح السياسي للإخوان المسلمين في اليمن "حزب الإصلاح" حتى لا ندفع بهذا الجناح السلمي للالتحاق ببقية الأجنحة وندخل جميعاً في الاعداد لدورة جديدة من دورات الصراع والحرب خلال بضع سنين فقط ان لم يكن أشهر قليلة, وهناك الكثير من دول العالم مستعدة لتمويل مثل هكذا صراع وهكذا حرب.