المناضــلــون هــم الباحثــون عــن وطــن وسيــادة وهــوية

2014-09-20 14:05

 

استمددت عنوان هذا المقال من عبارة يرددها شباب الثورة الجنوبية في مختلف الساحات تجاه ظهور بعض التباينات المعيقة للتوافق في صفوف الحراك الجنوبي، يرجعونها إلى دخول قيادات الماضي في ساحات الثورة، بحسب تقديرات الشباب، ما شدّني لتكرار لقاءاتي بهم خلو طرحهم من التعصب والتخوين، وظهور النضج وجرأة الطرح والحرص على تجاوز ترسبات ماضٍ أليم كان الشعب وقياداته المتلاحقه ضحاياه، لكن ما هو مؤلم ومخيّب لآمالنا اليوم هو أن نكتشف عجز قيادات (الخبرة والتجربة) عن إدراة تبايناتها، وبذلك جاء التحاقها بالثورة الجنوبيه ليضيف عبئا ثقيلا على الثورة بشرذمة مكوناتها، مما يجعلنا نتساءل: أتراهم لا يختزنون غير خبرات الفشل؟!. لقد قامت ثورة شعبنا الجنوبي لمعالجة كارثة الفشل التي وقعت فيها تجربة الدولة الجنوبية التي شاركوا في قيادتها..

لكننا لن نقبل بفشل الثورة ولن نخوّنهم أو نشكّك في نواياهم، بل نقول: شكرا لكم اتركونا ندير الثورة واعذرونا عن عدم رفع صوركم في فعالياتنا، وعند نجاحها أنتم مرحب بكم بين أهلكم وفي طنكم، ولكن ليعلم الجميع أن المناضلين هم الباحثون عن وطن ضاع من أيدينا وسيادة فقدناها بعد أن كنا أسيادا في وطننا، وهوية طمست تحت شعارات الوهم..

إننا نطالبكم بالتوقف عن تزعم مكونات وإعلان قبولكم بحلول قائمة على الاعتراف بواحدية وطننا وهويتنا مع اليمن، أنتم تعلمون أن الهدف الرئيسي للثورة الجنوبية يقوم على رفض الاعتراف بواحدية الأرض والهوية للجنوب العربي مع اليمن، وبتعارضكم مع هذا تنسفون الأهداف التي تتمسك بها مكونات الثورة الجنوبية (التحرير والاستقلال والتمسك بالهوية الجنوبية وإقامة الدولة الجنوبية كاملة السيادة على كامل تراب الوطن)، وتتفقون مع كل ما يطرحه نظام الاحتلال اليمني أي (الجنوب فرع عاد لأصله بإعلان 22 مايو 90، والقضية الجنوبية قضية داخلية في إطار الوطن الواحد مثلها مثل قضية صعدة)، وهذا يعني اقتناعكم بخطأ الأهداف التي ترفعها مكونات الثورة الجنوبية وإنكار ما يسند صحتها سواء في التاريخ أو القوانين الدولية..

أمر عجيب هذا الموقف المدافع عن باطل أقيم على باطل (بينما كل ما يقام على باطل باطل)، وجاءت نتيجته كارثة لشعب كامل كنتم من قادة تجربته الفاشلة.

 

لا يليق بكم إنكار التاريخ الانقسامي للشعبين، فغيركم يقره، أو إنكار القرارات الدولية المتخذة تحديدا باستقلال الجنوب العربي لأنها محفوظة في هيئة الأمم المتحدة وليست في اليمن..

ومع كل هذا لن نسيئ لكم، حتى إن أسأتم لشعبكم بأخطاء قد تكون غير مقصودة!. فقط لاتكرروا اليوم الأخطاء الكارثية التي تتعدى أضرارها جيل اليوم للأجيال القادمة..

من ناحية أخرى ومن أجل انتصار الثورة، فإن المناضلين في مختلف مكونات الثورة مطالبون بعدم الانشغال بأي أفعال أو مواقف تصدر من قبل أي جنوبي (فردا أو مكوّنا) حتى وإن أضرت بالثورة ومناضليها، فقضيتنا ليست معهم بل مع (...) اليمني..

على قوى التحرير والاستقلال أن تنظم نفسها وتوحّد فعلها ضد (...) وصوب تحقيق أهداف الثورة، ولا تشغل نفسها بخلافها مع القوى الجنوبية القابلة بالمشاريع المنقوصة، بل تفتح الأبواب لمن قد ينحاز منها مستقبلا إلى صف الثورة..

إيماننا بانتصار الثورة ليس هوسا أو مخاطبة للعواطف، بل هي إيمان بحق لا يقبل نزعه من النفوس ولا سلبه بالقوة، وتقره كل الأعراف والقوانين الدولية، إنه الحق الذي لم تعد المشكلة في تحقيقه، بل في قدرتنا ومؤهلاتنا لرعايته والحفاظ عليه من خلال القبول بإدارة خلافاتنا وتبايناتنا سلميا والاستجابة لتحقيق مصالح شعبنا في كل مناطق الوطن ولكل شرائح المجتمع ويصبح قبول الآخر واختفاء لغة التخوين والإقصاء نهجا مألوفا، واختفاء التهميش على كل المستويات إلى جانب قدرتنا على التعاطي مع مصالح العالم في وطننا الجنوب العربي الذي تجتمع فيه مصالح الإقليم والعالم.

* الأيام