اعرف عن قرب الأستاذ جمال بن عمر المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن والذي وصل صنعاء أمس بعد غياب لأكثر من شهر .. اعرف ان الرجل صبور ومرن ولكن كيف سيواجه بصبره كثير من المتغيرات التي حدثت في غيابه منذ آخر زيارة له إلى اليمن وحتى اليوم .. بن عمر سيواجه ملفات ساخنة تهدد مستقبل العملية السياسية التي كان أحد أهم مهندسيها ، وقد تنسف هذه الملفات كثير من اتفاقات التهدئة التي مهدت للحوار ومخرجاته ، وقد تخلط الأوراق جميعها بعد أن أصبحت العرقلة صعب تحديد المسؤول عنها مقارنة لأشهر قليلة مضت كان المعرقلين معروفين ويشار إليهم بالبنان .. عودة بن عمر ستجعله أمام قضايا خطيرة من أهمها التالي :
أولا سقوط عمران وقريبا الجوف بيد الحوثيين
ثانيا تنامي الصراع العقائدي بين الإصلاح وأنصار الله بعد سقوط مناطق كانت تابعة للإصلاح بيد الحوثيين
ثالثا تهديدات أنصار الله بالزحف نحو العاصمة صنعاء ونصب الخيام والتلويح بإسقاط النظام اذا لم يتراجع عن رفع الدعم عن الوقود
رابعا محاولة قوى النفوذ في الشمال من نقل المواجهة مع الرئيس عبدربه منصور هادي الذين يتهموه ووزير الدفاع بمساعدة الحوثيين لإسقاط عمران والتمدد في الجوف ، نقلها إلى حضرموت باسم تمدد تنظيم القاعدة الذي نفذ مجزرة بشعة بحق 14 جنديا برروها لأسباب تتعلق بسقوط عمران ، ومحاولة استثارة أهل الشمال على أبناء حضرموت والجنوب والدخول في فتنة يخطط لها الممولين لها في صنعاء.
خامسا سيجد خلافات كبيرة داخل لجنة صياغة الدستور خاصة مع تنامي صوت التيار المتشدد في الإصلاح على رفض مخرجات الحوار المتعلقة بتشريعات الدولة الاتحادية ورفضهم نسبة الثلاثين بالمائة للمرأة في النظام القادم ، وهذا مؤشر على بدء التنصل على ما تم الاتفاق عليه .
أمور كثيرة يواجهها جمال بن عمر في زيارته هذه ، خاصة وأنها تأتي عقب تعيين دول مجلس التعاون مبعوث خاص بها لم تسميه بعد ، كما ان بريطانيا عينت الن دنكان مبعوثاً خاصاً لها إلى اليمن وهو ما يعني أن بن عمر ستختلط مهمته بمهمة المبعوث البريطاني الجديد ، أن لم تكن قد أوكلت له ملفات كانت من صلاحيات بن عمر نفسه .. الأمور تتعقد على المبعوث الدولي إلى اليمن ، والتعقيد الأكبر هو كيف سيتعامل بن عمر مع موضوع المصالحة الوطنية الجاري الترويج لها وهو الذي كان قد أعلن من داخل أروقة الأمم المتحدة قبل بضعة أشهر أن مرحلة الرئيس اليمني المخلوع قد طويت ، في الوقت الذي تتعالى دعوات المصالحة في الإعلام والمصافحة بالمساجد.