منذ عام 1994م المشؤوم , و يوم نصرهم المزعوم , وحكوماتهم تترى و تنهال على رؤوسنا وصدورنا و أنفسنا وكل شبر فينا دون هوادة أو رحمة أو شفقة .. حكومات على اختلاف مشاربها و مذاهبها و أحزابها و... تجمعها هواية شيطانية واحدة , هي حب المال العام حباً جما , وجمع الملايين بأي طريقة كانت و لو على رقاب الناس جميعهم , فهذا لا يهم ..
لهذا هم يبدعون و يتفننون في جلب الأموال بطرق شتى .. ضرائب ,دعم شعبي, جرعات... وطرق لا يعرف طريقها إلا الأبالسة و الشياطين..
كل الحكومات التي تعاقبت فاشلة بامتياز و هم يصرون على البقاء , حكومة عبد العزيز عبدالغني , و الأرياني , و باجمال ومجور وباسندوة ومن سيأتي بعد هؤلاء, لأنهم كلهم لا يعالجون الداء أو يستأصلون شأفته , بل يحومون حوله , ليظل المريض مريضا دائما يدر عليهم الأموال و حسنات المتصدقين , مثلما يفرحون بالكوارث التي تحدث مثل سيول حضرموت .. فهم يستثمرونها خير استثمار ..
فعندما جاء الدكتور فرج بن غانم لعلاج الداء علاجا علمياً بعيداً عن الدجل و الشعوذة , رفضوا الاستجابة للعلاج, فمصالحهم ستنهار والهبات و الصدقات و المساعدات سوف تنقطع , و إنما كانوا يريدون منه أن يكون واسطة لدى دول المنطقة و الدول المانحة و المنظمات الدولية لجلب الأموال لا إصلاح البلاد فليس لديهم أدنى نية في إصلاحها أو تطويرها .. مثلما يهدفون من هذه الجرعة ( الخامسة ) التهام الأموال وشفط قروض البنك الدولي ..
الدول المانحة امتنعت عن إعطائهم ريالاً واحدا , لأنها فهمت المسألة فهماً صحيحاً , و عرفت أن الجماعة يفعلون مثلما يفعل الشحادون , مهنة وكسب و ليس للحاجة..
ليست الجرعة الأولى ولا الأخيرة فهم قد بدؤوا يجرعون الشعب منذ التسعينيات برفع الدعم عن السلع الغذائية ثم المشتقات النفطية , بحجة منع التهريب, يعني يعاقبون ملايين الناس من أجل عشرة أو عشرين من العسكر و المتنفذين يهرّبون تلك السلع أو المواد ..
وأن المسألة لن تطول , سنة أو سنتان , و بعدها ينتعش الاقتصاد و تتحسن أحوال الناس , إنها جرعات علاجية كما يقولون .. هذا الكلام مللنا سماعه منذ الجرعة الأولى إلى هذه الأخيرة .. منذ أن كان عبد الغني يزين الحياة للناس بعد هذه الجرعات, ومنذ أن كان باجمال يقارن بين قارورة الماء وقارورة البترول , وأنه في أمريكا أغلى منه هنا . وكلام كثير من الهرطقة و الدجل نسمعها في قنواتهم , و نقرأها في صحفهم , من كثير من المرتزقة , المحللين و الصحفيين و...
و الله لو الجرعة المئة لن ينصلح شيء في هذه البلاد , طالما ضاع العدل, وغابت المواطنة, و ظل المتنفذون من عسكر وشيوخ و.... فوق القانون و فوق الدولة ( على اعتبار أنها دولة )..
إلا إن يروب الماء!!! وهل ماءٌ يروب ؟؟؟!!!