هل من جديد؟ فعلام الضجة إذن؟ نحن نعرفها مذ عام نكبتنا, مذ عام هجرتنا إلى يثرب المدينة.. تفعل كل شيء, فماذا أنتم فاعلون؟
كل الهوايات تمارسها المدللة الصغيرة. أمام أعين الكاميرات و في ساحات
شاشات الفضائيات.. فماذا أنتم فاعلون؟
إنها إسرائيل, وهذا وجهها لم تخفه يوماً وراء أصباغ من الزيف أو جراحة
التجميل, وجه سافر كالشمس في صحو النهار, فلماذا نحن نخفيه بأسمال السلام ومنخل التطبيع؟ وماذا نحن فاعلون؟؟؟؟
لم يعد في فلسطين موضع قدم إلا وفيه رمية صاروخ أو قذيفة مدفع, ضربة تعقبها ضربة.. ونحن بعد كل ضربة نفتتح بالشجب والإدانة, فرسالة خجولة إلى مجلس الأمن, فمظاهرة تكنس غضب الشوارع, فتبرع فخصم, فقمة طارئة فشكر على كرم الضيافة وحسن الاستقبال.. ثم راحة تامة لكل المشاركين على أمل اللقاء بهم في ضربة قادمة .
هذه برامجكم نحن نحفظها أما القدس وغزة فتصرخان, هل لديكم من جديد؟؟ ماذا أقول حين يرون التلفاز ينزف والصغار يصرخون؟؟ ويسألني الصغير: ماذا فعلتم يا أبي؟ فتحنا عليهم نار استنكارنا, و ماذا فعلتم يا أبي ؟فتحنا عليهم نيران استنكارنا..وأين سيف خالد ؟!معلق في المتحف الحربي في أوربا..وخيله؟ فازت في السباق يا بني..واسمه ؟ يتلألأ في لوحات النيون على المدارس و الشوارع و...وتاريخه؟ نخشى عليه من قوائم الإرهاب, فأحرقنا كتب السيرة و التاريخ.. ألا يكفي ذلك يا بني؟فأين الجيوش يا أبي؟!مشغولة بالعرض و التدريب.. غداً ستحضر الوفود, و تشهد العرض المهيب.. غداً ستكتظ الشوارع يا بني والساحات, بكل أصناف العتاد , و كل ألوان القتال.. غداً تُرفرف الرايات و تُرفع الرؤوس... إنه يوبيلنا الذهبي , ذكرى صعود والي البلاد على رقاب العباد... و للأمانة هذي نصفها..و نصفها الآخر؟!يحرس قصر والينا و يحميه من تسلل الضياء و الهواء...إنها ليست الأولى يا أبي .
و لا الأخيرة يا بني .. سنمطرهم في كل مرة بقنابل الشجب والتنديد, وصواريخ الإدانة ..
كانت أسئلته الكبيرة تحاصرني , و عيناه الصغيرتان تتوسلانني أن أفعل شيئاً من أجل أطفال فلسطين.. فهل عقمت النساء أن يلدن علياً وحمزة وطلحة وأبا عبيدة وابن رواحة والقعقاع...وصلاح الدين؟؟
كان ولدي يغط في براءته , و يبسم لأحلامه الوردية... نام طفلي الصغير وترك أسئلته تتناوشني من كل مكان ..
أغلقت التلفاز , و أطفأت النور , كل النور.. و فتحت عينيي في الظلام!!!!!
ليست الأولى يا بني (ولكن قد تجيء وحدة ولا تلقى قبول) فهل هي الأخيرة؟؟
نأمل ذلك!!!!