يتفاءل أجدادنا كثيراً بقدوم شهر رمضان قائلين : ( يأتي رمضان و يأتي خيره معه ), وهم لا يعنون بذلك ما فيه من نفحات و بركات ,وما فيه من رحمة و مغفرة و عتق من النيران, فذلك كله بدهي أو من باب أولى (كما يقولون), و لكنهم يقصدون بذلك أيضاً ما فيه من خير مادي , يستشعره و يحس به كل واحد فيهم, كأن يكثر الصيد و الخضار و الفواكه أو تقل أثمانها أو غير ذلك....
لكن في رمضان هذا, ازدادت معاناة المواطن.. فتلك المرأة تتصل بزوجها أو ابنها أو.... بأن أسطوانة الغاز انتهت فيرد عليها قائلاً : السيارة في طابور الديزل من أواخر شعبان.. وبعدين الغاز معدوم أيضاً!! و يحتار صاحبنا أيبحث عن وقود السيارة أم يبحث عن وقود البيت و البطون؟؟
في رمضان هذا, أزمة الديزل ألقت بظلالها ودخانها على حياة الناس على مدى أشهر ,و معها اختناقات مادة الغاز,وبدت آثارهما على كثير من السلع و البضائع, ويعلوهما عنوان رئيسي بالبنط الأحمر العريض : انقطاعات الكهرباء المتواصلة ,التي قد تصل إلى ساعات و في بعض الأحياء إلى أيام..
لقد كانت انقطاعات الكهرباء في هذا الشهر الفضيل ثالثة الأثافي التي قضت على أحلام البسطاء في شربة ماء بارد ,أو في قليل من الشراب البارد يجدونها عند أذان المغرب ..
و أكدت تلك الانقطاعات بما لا يدع مجالاً للشك, أن تصريحات كهرباء ساحل حضرموت قبل أشهر, عن استعداداتها لاستقبال الصيف واستقبال شهر رمضان, ما هي إلا للاستهلاك الإعلامي ..
و إلا كيف نفسر تلك التصريحات المطمئنة و هذه الانقطاعات المرعبة صباحاً ومساء.. وكيف نفسرها أيضاً بما جاء على لسان مدير المؤسسة قبل أسبوع في اجتماع المحافظ بهم في مدينة المكلا بأنهم يعملون بصورة عاجلة على مناقلة المحولات المتجاورة لأحمالها في المنطقة وتكبير سعتها وإصلاح أوضاع الشبكة الداخلية و تحسينها, و تركيب عدد من المحولات...
شيء آخر بدا جلياً في رمضان.. أكوام القمامة المنتشرة في كل مكان بروائحها النتنة و مناظرها المنفرة.. و لا أدري كيف يفسرون الصوم : هل هو امتناع عن كل شيء.. عن الغاز والديزل وحمل القمامة؟؟!!
و هل هذه كلها بما فيها انقطاعات الكهرباء, جاءت مصادفة , أو أنها أزمات مفتعلة و بفعل فاعل؟؟!! و لكن : من سيحاسب من ؟؟؟؟؟
كان الله في عون المواطن !!!!