في تاريخ 26 أبريل 2006 كتبت مقالا بعنوان الجنوب قضية شعب وليس حزبا .. كنت في المقال أوجه رسالة واضحة إلى الرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح حول كل ممارساته في الجنوب ومحاولته في جعل ما يجري في الجنوب من ممارسات وكأنها خلافات مع الحزب الاشتراكي اليمني الدي حكم الجنوب قبل الوحدة ..
كتبت دلك المقال في عز قوة صالح وقبضته على الجنوب والتنكيل بشعبه وقبل أن ينطلق الحراك السلمي في 7 يوليو 2007 .. كنا في الخارج نجهز لانطلاقة الحراك مع جنوبيين في لندن وأمريكا ..
حينها كانت جميع القيادات الجنوبية تعيش حياتها الطبيعية في منافيها وبعيدا عن معاناة أهلنا في الجنوب.
اليوم انقلبت الآية وصارت قضية الجنوب قضية أفراد وليس شعبا ، فالصامتون بالأمس صارت ألسنتهم اليوم تسحق كل من ينتقدهم أو ينتقد ادائهم ..
صار الحديث بشفافية عن إخفاقات هده القيادات من المحرمات ..
والتطرق إلى أخطائهم السياسية يصنف من ينتقدهم بالخيانة والعمالة .. للأسف انقلبت المعايير في الحراك أو لنقل عند بعض قياداته التي صارت تضع نفسها في كفة وقضية شعب الجنوب في كفة أخرى ..
فالمساس بسياسة ذلك القيادي أو ذاك يعد خيانة عظمى وهم معارضة فكيف سيكون الحال لو حصل الجنوب على استقلاله على يد هؤلاء كيف سيكون حال من ينتقد أو يعارض أفكار وسياسة هؤلاء القادة ..
فهمونا كيف ننتقد وكيف نتحدث بشفافية عن أخطاء بعض القيادات دون أن تضعونا في خانة العملاء والبياعين ونحن من انبرئ لنظام صالح وعصابته في الجنوب في الوقت الدي كانت تلك القيادات لا تتجرأ في إصدار بيان واحد لإدانة الجرائم التي كانت ترتكب ضد شعبنا .
اليوم انقلبت الآية فصار الحديث عن إيجاد حلول لقضية الجنوب حق إلهي لتلك القيادات دون غيرها ..
وصار نقد ومجاهرة الناس بكوارث تلك القيادات السياسية نوعا من الكفر وخيانة لا تغفر لصاحبها ..
الجنوب للأسف ومع وجود بعض الأصوات التي تريد ابتزاز وترهيب كل صاحب رأي حول ممارسات القيادات السابقة وتحويل القضية الجنوبية من قضية شعب إلى قضية فرد أو أفراد ..
وهدا ما لا يجب السكوت عنه بعد اليوم والا سنؤسس لديكتاتورية قادمة تصنعها تلك القيادات وعبر أصوات أقل ما يمكن وصفها بأنها نشاز لم ولن ترعبنا أو ترهبنا بقائمة مفردات التخوين اوالتجريم .