أحدثكم الآن من بين صفوف المواطنين, المواطنين الحقيقيين الذين إذا احترقت ( قصبة حق ميل ) يحتارون, أو انكسرت ( زجاجة حق فانوس ) يبكون ويولولون .
هذا المواطن المسكين, يعيش حالة من اليأس و الإحباط التامين, فحاله مع الحكومات يشبه كثيراً حال صاحب قصة هجم النمر, حين لم يصدقه أحد عندما هجم عليه نمر حقيقي بعد جرعات من الكذب و التزوير و الضحك على أهل القرية .
فمنذ عام 1990م و الحكومات تترى, و التغييرات الوزارية ( تعطي خبار) ومع كل حكومة جديدة , أو تغيير وزاري جديد , نسمع وعوداً بالإصلاحات , وتعشيماً بحياة منعمة رغدة , أو كما يقولون ( حياة العز و أكل الوز )..
و كل حكومة جديدة , تحمل الأخطاء و الأوزار الحكومة القديمة , و كذلك الوزير الجديد يحمل سلفه الفساد كله.. و لكن لاشيء يحدث على الإطلاق, فيبقى الوضع على ما هو عليه , بل يسير من سيء إلى أسوأ..
لهذا كله اتضح – جلياً - للمواطن المسكين, أن لا فائدة ترجى من أي تغيير حكومي أو وزاري, بل أن هذه الحكومة الجديدة و وزراءها عبءٌ جديد على عاتق المواطن, لأن ذلك يعني منزلاً جديداً وتأثيثاً جديداً لمنزل الوزير ومكتبه وسيارة جديدة إن لم تكن سيارتين..
ما بقي من المتفائلين كانوا يأملون خيراً في حكومة ما بعد الثورة ( الوفاق) , لكن هذا التفاؤل بدأ يتلاشى لدى البعض, و يزول لدى آخرين ..فحين تخبر مواطناً عن تغييرات وزارية, يبتسم هازئاً ساخراً, كأن الأمر لا يعنيه, أو كأنها مباراة نتيجتها معروفة لديه مسبقاً..
فكم من جرعة تحملها هذا المواطن, من أجل تحسين معيشته و وضع البلاد الاقتصادي, كما صرحت بذلك الحكومة عام 1998م, مع إقرار أول جرعة, و لكن توالت عليه الجرعات و لم يتحسن شيء..
ألزموه بالدفع, في كل مكان يدفع تحت عنوان عريض ظاهره فيه الرحمة ( الدعم الشعبي).. كم من ضريبة يقرونها على التاجر , فيمررها قوية مضاعفة و بمهارة واتقان إلى المواطن.. فكل ضرائب التجار يدفعها المواطن, وكل سلعهم وبضائعهم لابد أن تسوق و تباع للمواطن مهما كان تاريخ صلاحيتها...
فماذا تنتظر من مواطن يعيش تحت خط الفقر, و يكابد أغلى غذاء في العالم , وأغلى كهرباء و ماء وتلفون وعلاج و بنزين و........ إلا أن يصل به الحال إلى ما وصل إليه.
فهل من جديد مع التعديل الوزاري الجديد؟؟!! أنا شخصياً لا أرى في هذا الجديد إلا عبئاً جديدا..و استمرار حكاية هجم النمر .. هجم النمر.