(بلينا وما تبلى النجوم الطوالع وتبقى الديار بعدنا والمصانع
وما المال والأهلون الا ودائع ولابد يوما ان ترد الودائع)
حين يخطف الموت صديقا او عزيزا فجاءه ، و بلا سابق أشعار او مقدمات ،تشعر ان جزء منك قد سلخ و ذهب منك فجأه ليرحل معه ، وبالذات حين تكون الذاكره مشحونة بحزمه من الصورالجميله التي جمعتك في رحله الحياه مع من رحل بخاصه حين تكون هذه ألرحله منذ الطفوله ، الشيء المؤكد ان الحزن حين يزورنا لفقدان عزيز انما هو حزن لشعورنا بان الذاكره لن تخزن اي صور جديده ، لهذا نذهب ونسافر عميقا في دهاليز واخاديد الذاكره لاسترجاع ونبش الصور المشتركه في رحله الحياه التي جمعتنا ببعض .
ومع اني لا احب الكتابه عن الراحلين حتى لا اكون من مداحي الموتى، لكن اشعر ان واجب الوفاء للصداقه التي جمعتنا وزرعناها معا منذ ان وعينا انفسنا في هذه الدنيا التي لا تبقى لحي وما حي على الدنيا بباق ، تفرض علي تسجيل بعض ما اختزنته الذاكره من صور ومشاهد جمعتنا في رحله العمر الذي يقول عنه الشاعر :
وما العمر الا دمعه وابتسامة وما زاد عن هذي وتلك فضول
فالشيخ صالح علي بن غالب رحمه الله تغشاه الذي غادرنا يوم الخميس الموافق ٢٩مايو ٢٠١٤ اثر تعرضه للقتل من قبل احد ابناء خطهه مكتب الحضرمي بسبب نزاع على موقع قريب من سكنه في وادي ترفاءه الحضارم يافع ، سبق وان جمعتني به الأقدار في عام ١٩٦٣ في شارع الجزيرة بالمعلا حين نزل من يافع الشبر ومسقط راسه في منطقه شرقذه بوادي حطيب التابعه لمكتب الحضرمي آنذاك والقريبه من منطقه العياسىء ، ليسكن عند عمه الشيخ عبدالقوي بن غالب شيخ مكتب الحضرمي ، وفي هذه الحاره بنى والدي منزلا وامتلك عمي علي الظيئاني ( ابوشنب ) منزلا ايضا، وكذا العم عمر عبدالله الاصبحي ،ليتشكل بذلك عالمنا العائلي والاسري المتقارب والمتجانس كعش يجمعنا وبجانبنا سكان قدموا من البيضاء ،وحضرموت و الهند وبيت الفقيه في زبيد ومن ميون وجيبوتي و الصومال والضالع و رداع ، ومن تعز ،تنوع وفسيفساء إنسانيه جميله تعكس مستوى التعايش الجميل لبشر من كل مكان ، في هذا المجتمع وهذه البيئة ترعرعنا وكان الجميع يشعر ان كل انسان هو قريبه، وكل بيت هو بيته ،وكل أسره هي أسرته.
كان بيت علي خان مثلا مدرستنا وخاله ( لوله ) رحمها الله امنا جميعا وأسرتها أهلنا ، وفي منزلهم ذو الداره والمخزن كانت متعتنا في تلقي بعض الدروس ومشاهده الشاشه الفضيه العجيبه لأول مره في حياتنا ، ومسلسلات( الهارب ) المترجمة بصوت المذيع عبدالرحمن باجنيد رحمه الله.
كنا معا في عمر متقارب لا يتجاوز الثمان سنوات ، ولأننا لسنا من مواليد عدن وبحكم ان عمه الشيخ عبدالقوي بن غالب أمكن إلحاقه وابن عمه صالح محسن بن غالب في مدرسه (الاتحاد) بمدينه الشعب حاليا و التي تم تأسيسها لتعليم ابناء المشايخ القادمين من المحميات والذين لا يحملون شهاده الميلاد بعدن ،وكانت تديرها الاستاذه / نبيهه ناصر علي الداعري اول وكيله معارف في ايام الإنجليز ، ولأنني لست مولودا بعدن ايضا ولست من ابناء المشايخ اضطر والدي يومها الى تغيير اسمي ليصبح علي صالح احمد كشقيق للاخ احمد صالح احمد الوالي رحمه الله الذي كان يعمل سائقا تبع حكومه الاتحاد ، وتفضل بتسجيلي مشكورا أخا له لأتمكن من دخول المدرسه .
عشنا البدايات معا كأخوه تجمعنا الصباحات النديه ورحلات السفر المشوقه الى مدينه (الاتحاد) وذلك الأمل والحلم الكبير الذي كانت تعنيه المدرسه بالنسبه لنا في بدايات حياتنا كضوء يرشدنا الى طريق و آفاق المستقبل .
ولبعد المسافه بين السكن والمدرسه كان الشيخ عبدالقوي بن غالب رحمه الله ينقلنا في بعض الايام بسيارته الروسيه (الفولجا ) الذهبية ،ولا انسى تلك المشاعر ونحن نسافر بهذه السياره الخياليه في نظرنا يومها ، وانسام الريح في الطريق البحري تداعب وجوهنا البريئة ، لتمنح ارواحنا سعاده لا توصف ، ونشوه غريبه تداهمني في كل مره اقطع فيها هذا الطريق ، وهو الطريق الذي لا يمكن نسيانه حين قطعته سيرا على الأقدام من خورمكسر ومعي زوجتي الحامل بشهرها الثامن بعد احداث ١٣ يناير الدامية .
في اغلب الايام لم نكن نحصل على هذا الامتياز وهذا الترف ، فكنا نقوم في الخامسة صباحا لنجتمع في منزل الشيخ عبدالقوي لتناول معا وجبتنا المفضلة المكونه من نصف قرص من الروتي (الشاحط) المغذى بالزبدة بطعمها المميز ، مع قلص من الشاي الملبن هذه الوجبه التي كانت تعدها لثلاثتنا كل يوم السيده الفاضله حرم الشيخ عبدالقوي بن غالب الثانيه حفظها الله ، وبعد هذه الوجبه المحفزة ، كنا نذهب سيرا على الأقدام الى الشارع الرئيسي في المعلا ( شارع مدرم حاليا) وهناك من برت (دار السلام ) نركب على سياره تويوتا قلاب خضراء تابعه لبلديه الشيخ عثمان كان سائقها المحترم يشفق علينا فنسافر معه الى جوله كالتكس حيث يتجه الى الشيخ عثمان قادما من التواهي ، ونحن ننتظر على باب الله سياره تعبيره اخرى للذهاب الى مدينه الشعب لكي نصلها في السابعه صباحا .
لم يكن الصباح يحمل لنا اي مشقه تذكر كما كان حال العوده ظهرا مع لسعات الحر القائظ ، وبعد المدرسه عن موقع السكن وعدم وجود مواصلات منتظمة ، ومع ذلك كانت الحماسه الداخليه والشغف الكبير للتعلم ينسينا تعب الذهاب والإياب ، بل لا ابالغ ان قلت اننا كنا نجد في ذلك متعه ما بعدها متعه.
بعد عام تم نقلنا الى مدرسه بالقرب من نقطه دار سعد الشهيرة (بنمبر سته ) وهي عباره عن فيلا مكونه من عده غرف بجانب بستان الكمسري ، وكان مديرها الاستاذ الشعيبي ، واذكر بعض المدرسين منهم الاستاذ عبدالقادر ، والاستاذ فوزي باذيب ، والاستاذ فاروق فارع ، ، سعدنا كثيرا بالانتقال الى المدرسه الجديده لان سيارتنا القلاب الخضراء التابعه للبلديه وسائقها المحترم، ستنقلنا مباشره الى مبنى البلديه الكائن وسط مدينه الشيخ و المبنى قريب من المدرسه بالمقارنة مع مدينه الاتحاد ، اذ لم يعد أمامنا سوى قطع المسافه المتبقيه -التي كانت خبتا واسعا على مد النظر - سيرا على الأقدام وأحيانا كنا نجروء على ركوب الممنوع ركوبه في حسب تعاليم آباءنا ،وهي الدراجات الهوائية التي كان ركوبها يعد بالنسبه لنا ترفا لا يضاهيه ترف آخر، وتسليه ما بعدها تسليه على قاعده (ومن لي بذله الاختلاس ) وذلك بالمقارنة مع ركوب جاري الجمل او السير على الأقدام للوصول الى المدرسه .
كما تحقق لنا امتياز اخر وهو العوده بنفس السياره الى نفس ألموقع في دار السلام بالمعلا ، وكانت اجمل اللحظات حين نسير في الطريق البحري ونسمات البحر تداعبنا وهي محمله برطوبه البحر المشبعه باليود والأكسجين احدى روائع وأسرار هواء عدن وسحر بحرها ونسائمه العليله .
كنا ثلاثتنا نقطع هذه المسافات يوميا لفتره اربع سنوات باستثناء تلك الايام التي كانت تتم فيها الإضرابات الطلابية وبالذات بعد نكسه حزيران وما اعقبها من مظاهرات ومسيرات شعبيه وطلابية ، وايضا حين سيطر فدائيي الجبهه القوميه على مدينه كريتر اثناء الاحتلال الانجليزي الذي رحل في الثلاثين من نوفمبر ١٩٦٧ ليعلن عن قيام جمهوريه اليمن الجنوبيه الشعبيه .
بعد الاستقلال مباشره في عام ١٩٦٧ أمكن لنا ان ننتقل من مدرسه الاتحاد في (نمبر سته) ، بعد اربع أعوام من العناء الممتع ،والتعب الجميل ، أمكن لنا الانتقال الى اقرب مدرسه تقع بالقرب من مساكننا بالمعلا وهي مدرسه الشهيد علي سالم يافعي الابتدائيه لنلتحق ثلاثتنا في الصف الخامس لنكمل السادس ابتدائي في هذه المدرسه التي منحتنا دفعه كبيره من حب التعلم والنشاط الرياضي ، فكان التنافس والتفوق شعارنا الكبير.
واذكر جيدا كيف كانت هيئة ومظهر الطالب النجيب الرشيق الأنيق الملبس، الطويل القامه، ذو الملامح إلحاده والشعر الأسود الممشوط بعنايه الى الجانب الأيمن ، وهو يلبس القميص الناصع البياض والسروال القصير الكاكي والجزمه البيضاء المطليه بالشلك الأبيض ، و جانبه الأيسر يزدان بكل الشارات الملونه بالأصفر والأزرق والأحمر والأخضر كرمز لكبير المراقبين المميز حينها - الطالب النجيب صالح علي بن غالب .
صفنا كا ن يسمى (الزهاوي )وصف العزيز صالح كان (البدراوي) ومربي صفنا كان الاستاذ ياسين سعيد جندي ، ومربي صفهم كان الاستاذ احمد ابراهيم أبكر .
وبعد اجتياز امتحانات السادس ابتدائي بنجاح انتقلنا الى إعدادية المعلا وهناك وبعد مرور الفصل الاول قررنا ثلاثتنا ومعنا ايضا الزملاء صالح علي سالم الوالي وسالم محمد الوالي واخرين الانتقال الى سنه ثانيه إعدادي في إعدادية الخليج الأمامي بكريتر حتى يستقيم الوضع مع أعمارنا الحقيقيه يومها ، وحين ألتقينا بالأستاذ على احمد العمرواي مدير المدرسه والاستاذ محمد هاشم نائب المدير كان شرطهم الوحيد لقبولنا ان يحضر كل منا كرسي ، وفعلا ذهبنا في اليوم التالي ونحن محملين بالكراسي ، لنبداء معا صفحه جديده اخرى من حياتنا الدراسيه التي صاحبها بدايات تفتح وعينا لأول مره على بعض المفاهيم وأوجه الحياه السياسيه والأنشطه الطلابية التي لم تكن مدركه بالنسبه لنا من قبل لان تركيزنا الكلي كان على التعليم فقط ، وساعد على ذلك لقاءنا ببعض ممن سبقونا في الثالث أعدادي ومنهم الاخ على محمد حسن الذي استطاع اقناعنا بالالتحاق اولا بالاتحاد الوطني للطلاب ، ولاحقا بتأطيرنا في الخليه الطلابيه كأعضاء مرشحين في تنظيم الجبهه القوميه ، وفعلا بداءنا ننشط و نشعر باهميتنا وقيمتنا الاجتماعية التي تمنحها مشاعر المسؤليه واهميه وجودنا ،فكنا نذهب بعد الدوام المدرسي الى مقر التنظيم بكريتر لحضور الحلقات التثقيفية التي كان يديرها قياديين من شعبه التنظيم في كريتر ، وبفعل هذا التأثير الجديد بدأنا نتجه نحو النشاطات اللا صفيه والمعرفيه العامه كإصدار المجلات الحائطية التي كنا نتننافس في إخراجها لتوزيعها بين المدارس ، والإذاعه الداخليه والنشاط الرياضي ، وبعد عام اي في الثالث إعدادي اصبحنا أعضاء أساسيين حين أقرت الخليه القياديه في كريتر قبول عضويتنا ليستمر حضور الحلقات التثقيفية التي كانت تركز على تدريسنا تعاليم ماوتسي تونج كما اذكر ، حيث كان التأثر واضحا بالتجربه الصينية آنذاك .
حتى ذلك الحين كنا نجد تشجيعا كبيرا فكان الشيخ حسين عبدالقوي ابن عم الشيخ صالح هو الاخر عضو في التنظيم مثلا، وأخي سالم كان عضو رابطه تنظيميه اي ان البيئة السياسيه كانت مشجعه للالتحاق بالتنظيم ، وحسب علمي فان الشيخ عبدالقوي بن غالب رحمه الله كان يقدم دعما ماليا للجبهه القوميه في فتره ما ، وتعرض منزله لاقتحام قوات الإنجليز بحجه إخفاء قياديين في الجبهه القوميه ، اثر عمليه فدائيه قام بها الشهيد محمد صالح مطيع في التواهي واعتقال صالح الشعبي ليلتها .
وبعد انتقالنا الى ثانويه الجلاء في عام ١٩٧٢ بداءت مظاهر وشعارات التطهير تسود ، والاسواء من ذلك انه تم قتل الشيخ عبدالقوي بن غالب مع عدد من المشايخ بالرغم انهم كانوا في السجن بالمنصورة ،وتم فصل الكثير من ابناء المشايخ ،وما اطلق عليهم البرجوازيه والبر جوازيه الصغيره ،الخ، وهذا الامر مع عمليات التطهيرات الواسعه تركت اثارها العميقة في نفوس الاخوه الشيخ صالح علي بن غالب وصالح محسن اللذان قررا بنتيجتها الهجره الى الولايات المتحده الامريكيه بعد ان غادر اليها الشيخ محمد عبدالقوي بن غالب الشقيق الأكبر الذي قتل هو الاخر في متجره بأمريكا ، لتزداد وتتكاثر أحزان ال غالب وهكذا كان قرار هجره الجميع تقريبا الى امريكا بحثا عن وطن يمنحهم ألمعيشه والأمان ، باستثناء الشيخ حسين عبدالقوي الذي استمر بقاءه في وظيفته بشركه التجاره واستمر وجوده في الداخل حتى وافاه الله قبل أعوام اثر مرض عضال رحمه الله. ومع ذلك وكما حدثني العزيز الراحل صالح علي فانه أبقى على عضويته في التنظيم والحزب الاشتراكي طيله فتره تواجده بأمريكا .
بعد سنوات من افتراقنا رغم تواصلنا الذي لم ينقطع التقينا صدفه في القاهره اثناء عودتي من المانيا وعودته من امريكا ، كان لقاءا مؤثرا طبعا بعد سنوات من الافتراق ، ويومها قرر العوده للزواج من ابنه عمه الشيخ عبدالقوي من زوجته الثانيه وفعلا تمت مراسيم الزواج وكنت المعني بقياده السياره المرسيديس التي تزفه واذكر اننا توقفنا عند استوديو دار السلام لالتقاط الصور التذكاريه له ولعروسه المصون ، وبعد الانتهاء من التصوير ركبا السياره ولكن السياره لم تتزحزح عن مكانها ،كان موقف محرج ما بعده موقف ، تصبب الرشح من أنحاء جسدي كالشلالات ،و كلما التقينا تذكرنا هذا الموقف .
لم ينقطع تواصلنا ببعض وحين زار البلد بعد عام ١٩٩٠ التقينا كثيرا وبعد ان تكررت زياراته للداخل لم تنقطع لقاءاتنا الاخويه وكما التقينا في طفولتنا وفي يفاعتنا وفي شبابنا التقينا ايضا ونحن رجالا وفي كل هذه اللقاءات كانت تصاحبنا نفس مشاعر الانسجام ، ونفس الأحاسيس المفعمة بألموده وبالتفاهم وبالاحترام والتقدير ، حتى في عز حالات غضبه وانفعالاته فحين التقيه و احدثه كان ينصت و يستمع الي بموده واحترام ،كنا منذ الطفوله منسجمين روحيا مع بعض ، لا اذكر ابدا اننا تشاجرنا او اختلفنا ابدا ، الى قبل ايام من وفاته والتواصل مستمر بنفس الروح وبنفس المشاعر .
اشعر بالأسف والحزن الشديدين عليه وعلى رحيله المبكر بهذه ألطريقه الدراماتيكية المحزنة ، وهو المفارق لأولاده وأسرته المقيمين في امريكا لسنوات ، تركهم هناك ليبحث عن الوطن الذي ضاع في عام ١٩٩٠ ، كان مبادرا ونشطا للتواصل مع الكل ، وكان حضوره قويا وبالذات بعد وفاه ابن عمه الشيخ حسين عبدالقوي في الأردن ،لم يكن يمر موقفا خاصا او عاما الا ويجمعنا اتصال للتشاور ،وحين نلتقي يستمع باهتمام لكل رأي يطرح ، وللأسف فلا يعرف المرء باهميه الشيء الا حين يفقده ، وها نحن نفتقد الشيخ صالح علي ونفتقد حضوره الإيجابي دوره وحماسته وحكمته ونكرانه لذاته وهو يتصدر المشهد في معالجه الامور وإصلاح ذات البين وفي فرمله بعض التوجهات الحاده ، في ظل غياب وانهيار مؤسسات الدوله وضعف القبيله كان رحمه الله يعي الواقع ويدرك تعقيداته ، لكن الجهل وعمى البصيرة طغى على كل شيء ليصبح ضحيه ذلك ، ويصبح قربانا لنوايا التغيير وإصلاح ما اعوج في العقول وبالنفوس ، وما حصل معه، وبعد موته بيوم واحد خير دليل على عمق المآساه التي تحتضنها عقول بعض الذين تصحرت نفوسهم وتجردت من معاني المشاعر الانسانيه ليسترخص في نظرها القتل للنفس البشريه التي كرمها الله وحرم قتلها الا بالحق ، اوالهدم والتدمير لما عمره البشر.
يقول تعالي ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالأُنثَى بِالأُنثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاء إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ {178} وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ {179})([14].
- وفي قوله تعالي (( مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاء تْهُمْ رُسُلُنَا بِالبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَلِكَ فِي الأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ))[15] صدق الله العظيم .
واختتم حديثي برساله كتبها لي على الخاص قبل فتره وهي ليست الاخيره طبعا حيث كان اخر تواصل معه اثناء عزاء الاخ احمد حسن الوردي في عدن رحمهم الله جميعا .
( أعذرني أخي علي فقد كتبت في حينها رد على ردك السابق, وعندما عدت لقراءة رسالتك الأخيرة لم اشاهد على صفحة الرسائل, النت هنا بطيء جدا, ويمكن عندي في الجهاز العديد من الفيروسات.
دون أدنى شك أخي علي فنحن أخوة وزملاء طفولة ودراسة.. نحن أخوة وزملاء في كل المراحل وسنظل كذلك ما دمنا عائشين في هذه الحياة إن شاء الله, رغم الظروف التي تحول دون لقاءاتنا المستمرة وبالنسبه للقاء.. فقد تواصلنا معك أنا والأخ الغريب قبل فترة هنا في يافع لأجل ذلك الغرض, فحالت الظروف التي تعرفها دون ذلك, ثم كانت سفراتنا أنت وأنا إلى الخارج.. إنها الظروف التي منعت ذلك الأمر, مع أن اللقاء ضروري خصوصا في هذه الفترة, سأنزل إلى عدن خلال الأسبوع القادم وسنتواصل من أجل ذلك الأمر إن شاء الله.
أتابع كتاباتك باستمرار, وأعتز بحروف وكلمات قلمك وبمواضيعك الهادفة والقيمة.. وأنا من المتابعين لموقع ""شبام نيوز"". ) .
رحمه الله واسكنه جناته وانا لله وانا اليه راجعون