الوالي وتيار ‘‘ محلك سر ‘‘ !!

2014-06-01 14:08

 

في خضم اللقاءات التي تجريها اللجنة التحضيرية للمؤتمر الجنوبي الجامع، مع مختلف مكونات الثورة الجنوبية المؤمنة بالحرية التي أبدت مباركتها وتفاعلها مع جهود اللجنة التحضيرية التي استمرت قرابة سبعة شهور، وهي الآن وبمشاركة قوى جنوبية تجري الترتيبات النهائية لعقد المؤتمر الجامع، في هذه اللحظة تظهر دعوة الدكتور عبدالرحمن الوالي، رئيس ما يسمى "البرلمان الجنوبي" المنشورة في صحيفة "عدن الغد" العدد 560 الثلاثاء 20 مايو 2014م، داعيا إلى ترك هذا الجهد والبدء بجهد جديد لن يرى النور على المدى المنظور!!

لا نشكك في نوايا الدكتور الوالي، لكننا نستغرب أن تصدر منه هذه الدعوة في فترة نتطلع فيها إلى إعلان موعد عقد المؤتمر الجنوبي الجامع ..

ونسأل لمصلحة من تظل الثورة (محلك سر)؟، من يقف في صف الرافضين للوصول بالثورة الجنوبية إلى المؤتمر الجنوبي الجامع لقوى ومكونات الثورة الجنوبية المتمسكة بالهوية الجنوبية العربية، وبناء الدوله الجنوبيه الجديدة كاملة السيادة على كامل تراب الوطن الجنوبي ..

لا نجد لهم توصيف غير (تيار محلك سر)، وهم أفراد في بعض مكونات الثورة، ولكن لماذا هذا الموقف؟ قد تكون حسابات شخصية أو حزبية، لكنها لن تكون حسابات ترتبط بنجاح الثورة الجنوبية وتحقيق أهدافها، ولا يمكن أن تخطأ حسابات قوى الثورة الجنوبية بكل مكوناتها، ويكونون هم وحدهم من اهتدى للصواب، ونسأل هل لهذا الموقف علاقة بالدفاع عن تجربة (الدم والدموع والفرع والأصل) ؟؟، من خلال تسويق بعض التسميات والمصطلحات التي لم تتقبلها قوى الثورة المدركة لمقاصدها !! ذلك أن جيل اليوم لم يعد يتقبل كل ما يسوق في ساحات الثورة بعفوية، ويعود هذا الحس إلى قراءة دقيقة لشعارات ومصطلحات التجربة الجنوبية، وما أوصلتنا إليه من كوارث لا حصر لها، مما استدعى من قوى الثورة الشعبية الجنوبية طرح اهداف مناهضة ومناقضة لتجربة الدم والدموع والفرع والأصل .. تتصادم بوضوح مع المدافعين عنها وترفض قبول مبررات (عدم نضوج قوى الثورة) لعقد المؤتمر الجنوبي الجامع الذي يتمخض عنه انتخاب قيادة توافقية تتولى نقل قضية شعبنا إلى المحافل الأقليمية والدولية !! من المضحك أن يبدي الملتحقون بالثورة الخوف عليها ممن فجرها وقادها بنجاح رغم القتل والقمع المفرط وأوصلها إلى ما نحن عليه اليوم .. يبدو أن تيار (محلك سر) يقاتل بشراسة لإفشال الانتقال بالثورة من مرحلة المسيرات والمهرجانات والمليونيات إلى مرحلة الحوار في المحافل الإقليمية والدولية والتشكيك في قدرات قوى الثورة، وفي الصدارة مكوناتها الشبابية والمناضلين الأوائل الذين تصدروا إطلاق شرارة الثورة السلمية من ساحة الحرية بخورمكسر في 7 يوليو 2007م، أمثال العميد ناصر علي النوبة وزملائه في جمعية المتقاعدين العسكريين وبقية المناضلين الأوائل الذين لن نسمح بمحو مواقفهم النضالية عندما يجري كتابة التاريخ لمرحلة الثورة الجنوبية المباركة، وذلك من خلال جمع وتدوين أسمائهم ومواقع وتاريخ وقفاتهم النضالية التي جسدت ارتباطهم الفعلي بهذا الشعب المغلوب على أمره.. يا تيار "محلك سر" لن تعيقوا الثورة ولن تستطيعوا إيقاف عجلتها التي بدأت بالدوران باتجاه عقد المؤتمر الجامع، ونطالبكم الالتحاق بالركب وعدم الوقوف في مهب العاصفة، فأنتم جزء من قوى ثورتنا كما نعتقد، فلا تقفوا مع من قاد تجربة شعبنا (الحزب الاشتراكي) وسلمنا (أرض وشعب) لصنعاء! وهو اليوم يشارك في السلطة ومشروعه السياسي لا يتعدى الشراكة في السلطة.. وحتى أكون أكثر وضوحا أقول إن الحزب الاشتراكي قد فقد خيرة المنتسبين له بسبب موقفه من ثورة شعبنا، وهم الآن في شد وجذب مع الاشتراكي كقرار سياسي، فهم يحاولون جذبه إلى قاعدته الجنوبية والتخلص عن تمسكه بتجربته السياسية في الجنوب والدفاع عنها، وهو يشدهم إلى صنعاء والاكتفاء باعتراف صنعاء بشراكته في السلطة والثروة... إلخ.

 

أما الهوية الجنوبية التي تتمسك بها قوى الثورة الجنوبية فهي ما لا يمكن القبول بها من قبل المتمسكين بتجربة الاشتراكي في الجنوب، الذي يتفق مع ما يطرحه قادة صنعاء (الجنوب فرع من أصل).. ومصطلح تيار "محلك سر" الذي يتمسكون به (استعادة الدولة) لا علاقة له بما يروجون له بأنه الطريق الأقصر لعودة الجنوب.. بل هو خط الدفاع المتقدم للمتمسكين بصواب تجربة الجنوب والمدافعين عنها.. مسألة أخرى أسال الأستاذ الدكتور الوالي عن تحديده لمكونات الثورة وحصرها في ست قوى !! من أين تم استقاء هذه المعلومة ؟ ألم تكن في عدن ووسط القوى الفاعلة في الميادين الجنوبية؟ أم أنك ـ يا دكتور ـ ترى أن هناك قوى أساسية ـ بحسب تصنيفك ـ وأخرى (ملحقة)؟ ألم تكن القوى الشبابية هي سيدة الميدان في ساحات الجنوب والمتصدرة للفعل بمن التحقتها؟، يا دكتور علينا أن لا نعيد تزييف التاريخ عن طريق إنساب الفعل الثوري إلى غير فاعله .. قوى الثورة الشبابية هم القلب النابض للثورة الجنوبية ويستحقون النسبة التي حددت لهم في المؤتمر الجنوبي الجامع، فالمستقبل مستقبلهم ومن حقهم أن تتاح لهم فرصة المشاركة في صنعه.. المسألة الثانية كيف نفهم موقفكم من تصنيفكم للمؤتمر الجامع كفصيل؟ يا إخوة يا أبناء هذه الأرض الجنوبية لا تجعلوا من المغريات الخاصة والتطلعات غير المشروعة سدا بينكم وبين أهداف الثورة المعلنة، واعلموا أن كل المواقف المتباينة اليوم ستصبح تاريخا في الغد، وكلٌّ سينسب له موقفه .. المؤتمر الجامع يمثل قفزة لقوى الثورة من مرحلة الميادين والمليونيات إلى مرحلة الحوار في مختلف المحافل الإقليمية والدولية يتمخص عنها حل لقضية شعبنا .. فأي الموقفين أكثر انحيازا للثورة؟ الداعون للمؤتمر الجنوبي الجامع أم المتمسكون بموقف محلك سر للثورة ؟؟، المسألة الثالثة لا أفهم دعوة د. الوالي لوحدة صف القوى الجنوبية بمن فيها شركاء السلطة والموافقون على الشراكة مع السلطة، ولكن بشروط!! إلى أين تتجه بالثورة يا دكتور؟ ألا يعني هذا قبول الوضع القائم ؟ نحن لا ننكر جنوبية الأخوة المشاركين بالسلطة والقابلين المشاركة فيها بشروط .. لكننا نختلف معهم في الهدف، نحن نعتبر الوضع القائم في الجنوب (.....) وهم يرونه غير ذلك، نحن نتمسك بالهوية الجنوبية، وهم يتمسكون بالهوية اليمنية، ومع هذا التباين الشاسع في الرأي لكننا لا نكن لهم العداء ولا نسمح بإعادة تجربة الجنوب مرة أخرى، وسيظل نضالنا سلميا، ونقبل بهم متى ما شاركونا الهدف .. أخيرا ندعو قيادات تيار "محلك سر" للإفصاح عن موقفهم من الثورة وما وصلت له خطوات التوافق قبل أن يجدوا أنفسهم في موقف عزلة أول من يفرضها عليهم مناضلو الفصيل الذي ينتمون إليه، ويستثمرون نضاله على الأرض .. وننصحهم أن لا يؤدوا دور النظام المتمثل في: تفريخ فصائل ومكونات الثورة الجنوبية، نشر إشاعات الشكوك بين قوى الثورة ومناضليها، بذل كل ما من شأنه إفشال عقد المؤتمر الجنوبي الجامع.. والله من وراء القصد.

 

* عن صحيفة الايام