كثيرة هي العادات التي تقصم ظهورنا , أكانت دخيلة أم غير ذلك ..
و كثير منا يطالب بإلغاء أو تقنين مثل تلك العادات و تهذيبها , أ كان غنياً أم فقيرا .. و لكن لا أحد يحرك ساكنا , و كأننا شببنا على ما كان عوّدنا أبونا .. فالعادات هي هي , لم يتغير فيها شيء , بل تزداد تفاقما و وحشية يوما عن يوم .. فهي تنهش جيوبنا , و تلتهم ما ندخره من قروش بيضاء لإيام مظلمة و ليالٍ حالكات ..
و أبشع هذه العادات و أسوؤها , ما يحدث على مسمع و مرأى من الجميع , أيام الأفراح و الليالي الملاح ( الزواجات ) ..
فالزواج عندنا يبدأ بليلة يوضع فيها حجر الأساس , لحياة زوجية قادمة بإذن الله تعالى , تسمى ليلة المداد , و هي تأتي بعد إشهار الخطوبة بأيام , و تسبق مراسيم الزواج بعام , يزيد أو ينقص قليلا ..
و في هذه الليلة يتم تقديم مهر الفتاة إلى وليها ..
يكفي أن يقوم بهذه المهمة شخصان , راجلين أو على دراجة نارية , يقرعان بيت الزوجة المنتظرة , و يلتقيان بأهل البيت من الرجال , ثم يدفعان المهر في مدة لا تتجاوز الخمس عشرة دقيقة , يُقدم خلالها كأسان من الشراب أو فنجانان من الشاي ..
هذا ما كان يُعمل به قديماً ..
أما الآن فيُدعَى لهذه الليلة الأهل و الأقارب و الأصدقاء , و ( يا ويل ) لأهل العروس إن كان خطيب ابنتهم لاعباً , فعليهم أن يستعدوا بصالة للأفراح لاستقبال الفريق , و ( و يا ويل لأهل العريس ) إن نسوا واحداً من الأهل و الأقارب , فتقوم القيامة , و تبدأ المشاكل بينهم قبل مراسيم الزواج الحقيقي ..
ناهيك عن عدد الحافلات التي سوف تحمل هذا الجيش , لغزو بيت العروس , الذي يقع تحت طائلة الإحراج , إن كان منزلهم ضيقاً وصغيراً .. كما يستعينون ببيوت الحافة في جلب أكواب الشراب و ( الدكاي ) و إن كان (شي قطيفة زينة)..
و يتهندم الشباب لهذه الليلة , كي يهنوا و يباركوا أمام عدسات المواقع و المنتديات , التي يتم إشعارها مقدماً ..
و ليس الأمر مقصوراً على الشراب و الشاي , أو العطر و الدخون ..
فقد بدأت تزحف بعض العادات ,كتقديم وجبة خفيفة , و البعض وجبة ثقيلة .. ستسري عدواهما بين الناس أجمعين ..
نتحدث كلنا عن عادات الزواج و ضرورة تقنينها أو إلغائها .. لكننا لا نفعل شيئاً حيال ذلك ..
فلنبدأ بهذه العادة إن كنا صادقين , وإلا فنحن ظواهر صوتية ينطبق علينا قول بعضهم : و يفعلون ما لا يقولون ...