يبدو – و الله أعلم – أن هذه الاستمارة المسماة باستمارة المسح , الخاصة بالبيانات الشخصية و التعريفية بالموظف , المحفوظة في المركز المعلوماتي , اسم على مسمى , يعني أنها تمسح و تغير ما لديك من معلومات سابقة و ثابتة في ملفك الشخصي .. و لا ينطبق هذا على استمارة أو استمارتين أو مئة أو مئتين , بل أكثرها , إلا ما رحم ربي صاحبها .
فأقل الاستمارات أخطاء ما جعل فيها تاريخ ميلادك , أو تاريخ تعيينك أو تخرجك , يبدأ في الأول من يناير 1/1 , يعني تغيير الشهر مع بقاء العام , و هذا أوقع كثيرين في ظلم فادح , خاصة أثناء التقييمات و التسويات ..
و العجيب في الأمر أن هذه الاستمارة المولودة في عام 2006م , تصبح و تمسي و تصير المرجع الوحيد للموظف , متعامين عن وثائق و استمارات تسبق هذه الاستمارة بعشرات السنين ..
و العجب العجاب أن فروع الوزارات و مدراءها بالمكلا أي في محافظة حضرموت الساحل لا يستطيعون تعديل نقطة واحدة , و لو كانت هذه النقطة من فعل الذباب , و لو كان هؤلاء المدراء بعضهم لبعض ظهيرا ..
فيقول لك المسؤول , حامي نقاط هذه الاستمارة : إن هذه النقطة التي فعلها الذباب في استمارتك لا تتعدل أو تحذف إلا في صنعاء , لكننا ( با نتعاون معك و با نعطيك رسالة و طلع تابعها في صنعاء ) و كأن صنعاء في الدور الخامس , أو الشارع الثاني .. يعني عليك أيها الموظف أن تتحمل أخطاء موظفيهم و موظفاتهم في إدخال المعلومات ..
بينما كنا قبل ثلاثين سنة أو تزيد , أيام ما يسمّى الآن بالحكم الشمولي , كان الموظف منا لا يرتبط بعدن في أموره المالية و الإدارية , مثلما نرى و نسمع الآن , فكل الإجراءات لا تتم أو تحدث إلا بموافقة صنعاء و رضاها ..
كشف الراتب من صنعاء , رقم بطاقة الهوية من صنعاء , فاتورة الكهرباء من صنعاء , المشرف على الدورات و على تصحيح الامتحانات من صنعاء , رئيس لجنة تسميم الكلاب من صنعاء , كل صغيرة و كبيرة خيوطها في صنعاء ..
فإذا كان الأمر كذلك , فماذا تفعل جيوش الموظفين الجرارة في فروع هذه الوزارات .. يكفي موظف واحد , أو حتى هذا الواحد قد لا يسقيك من (قاطر القربة ) , فالأفضل إغلاق الفروع كلها , و يتعامل الموظفون في معاملاتهم مع الوزارة مباشرة عبر السماسرة و مكاتب الخدمات و السفريات و باص الرويشان ..